اليوم ، أكرر عنواناً كتبته قبل 26 عاماً لتصوير الأزمة. فهل يعقل أن يستمر التعصب بين الفريقين من جيل إلى جيل ليصل إلى المشهد الذي رأيناه بعد مباراة الأربعاء؟ فما حدث من تلاسن وركل من الطرفين يمثل استمراراً لحلقة في سلسلة العلاقة المشحونة خلال عشرات السنين ، ومازالت تترك خلفياتها على كل لقاء بينهما ، لذا لو أغمضنا أعيننا وأهملناه فسوف تطوق حلقته كل هدف نبيل وتجعله قميئاً يمخر في أساسيات اجتماعية تعد خطاً أحمر وبالتالي لابد من وقفه قبل أن يستفحل. أصبح من المعتاد ألا تخلو مباريات الاتحاد والأهلي من استرجاع لماضي هذه العلاقة لتعود إلى السطح أمام الجمهور. وبالرغم من أن الخشونة الخطرة والمتعمدة بين اللاعبين تعد من مظاهر مبارياتهما، إلا أخطرها تلفظ بعض اللاعبين بكلمات نابية ومخزية يعاقب عليها الشرع. وصحيح أن الخشونة قد تخلف إصابات تؤدي بأصحابها إلى المستشفى، إلا أن الشتائم تغذي الخصومة والتعصب بين الأجيال عبر الإعلام وشبكات التواصل. بعيداً عن أية ميول رياضية ، أخاطب الحس الوطني لعقلاء الفريقين بعد مخاطبتي الأولى لهم في مجلة اقرأ (25/2/1409ه) وأعيد عليهم نفس السؤال : وماذا بعد؟ أما آن الوقت للمصارحة ووقف الخصومة المتوارثة؟ فالفريقان من مدينة واحدة وفي بلد واحد وما يحدث بينهما سوف يترك آثاراً سلبية ليس من الحكمة التهوين من حجمها ، فأمامهم مسؤولية مجتمعية ، إذ لا يمكن الحديث عن التعددية والقبول في مجتمعنا إن لم نبدأ بتنقية بيئة الرياضة. ولكي نكون صارمين في وأد ظاهرة الشتم في الملاعب بصفة عامة ، لابد أن تقوم رعاية الشباب بإجراء حازم تجاه اللاعبين الذين يتقاذفون بالأعراض بعيداً عن أعين حكم المباراة ، فبإمكانها مقاضاة المتورطين أمام المحاكم الشرعية ، فهي خير وسيلة للتحقق من صدقهم أو إنكارهم.