لم تكن خسارة فريق الاتحاد من الأهلي في نصف نهائي دوري أبطال آسيا وتأهل الثاني إلى نهائي الكأس الأجمل والأثمن في القارة على حساب فريقهم هو فقط ما آلمهم .. بقدر ما زاد ألمهم المستوى الفني الذي كتبوا به سيناريو خروجهم بعد أن كتبوا نصاً هو الأفضل لهم في البطولة مقارنة بهويتهم الفنية في المنافسات المحلية الموسم الماضي أو الحالي. عندما قدموا أنفسهم في دوري المجموعات أو دور الستة عشر والثمانية ومباراة الذهاب أمام الأهلي في دور الأربعة بصورة مختلفة وروح أكثر شغفاً باللقب القاري الثالث وهم يتجاوزون العقبات وأشرس الفرق في ظروف إدارية ومادية لو مرت بفريق آخر لعصفت به رياح آسيا مبكراً ، لذا لو كنت مكان إدارة نادي الاتحاد لقدمت التكريم اللائق للاعبين خاصة نخبة نجوم الخبرة ولو بحفل مبسط يتسلمون من خلاله حقوقهم المادية التي تنازلوا عن المطالبة بها مقدرين ظروف النادي وحاجة الفريق بتقديم الأهم على حساب المهم ، فهذا الجيل التاريخي الذي صنع مجداً ليس كأي مجد من الألقاب والإنجازات وأفراح تفخر بها وبهم جماهير ناديهم .. ويحسدهم عليها وعليهم جماهير الأندية الأخرى يستحقون ما هو أكثر من ذلك من مسك الختام لمشوارهم الباذخ الثراء للكيان. لو كنت مكان الإدارة لبدأت تالياً بخطوة الإحلال المكثف للعناصر الشابة في جسد الفريق .. تحفيزا لمزيد من الحيوية في شرايينه .. بالتخلص من القناعة الاتحادية منذ عقود بالخشية من الزج بالشباب وكأنهم (عود ثقاب) سريع الاشتعال والانطفاء .. وليس شعلة دائمة تستمر بتعزيز مشاركتهم اكتساباً للخبرة والثقة معاً. وفي خط مواز ولو كنت مكان إدارة الاتحاد .. لأعدت النادي للدخول في سوق الانتقالات الثقيلة المحلية ، هذه السوق التي صنع طاولتها وشروطها .. فتصدرها .. وزحف يأكل بها الأخضر واليابس .. وجاءت الأندية من بعده مستيقظة بعد أن أنامها البعض في وهم أنه (تكديس). هل إلى هنا لم تنته مسؤوليات إدارة محمد الفايز .. بعد أن أعلن (الملكي) أمس الأول تقاعد الفريق الأسطوري الاتحادي آسيوياً . وحاجته إلى بدء مرحلة بناء جيل بطولي أخر من الملاعب المحلية خاصة أن (النمور) ليس لديهم أي استحقاق قاري الموسم القادم؟ فإدارة (مجموعة المستقبل) التي يترأسها الفايز الأكبر سناً .. إلا أنهم يشتركون في قلة الخبرة الإدارية . مطالبين قبل كل ما سبق أو غيره من الحلول الاعتراف أولاً بأخطائهم والاستعداد لمعالجتها ، والأهم توفر الإمكانات المالية المناسبة للمرحلة الانتقالية ، أو (اللي ما عندوش .. ما يلزموش) . رحمة بأنفسهم وبالكيان وجماهيره. وعجبي.