بروائح الثأر والعار والنيران الصديقة ابتدأ المشهد الأخير وانتهى وانتفى المظهر الحضاري والصورة الأخوية بين الفريقين اللذين حملا لواء تمثيل الكرة السعودية بالدور النصف النهائي بدوري أبطال آسيا، فديربي الغضب (الجداوي) الآسيوي بين الأهلي والاتحاد انتهى مأساويا وبشكل يدعو للخجل والعار!. 2-صفر نتيجة قفزت بالأهلي للنهائي الكبير وملاقاة (القدر المحتوم) أولسان بكوريا الجنوبية ، لا شيء كان ليقفز للذاكرة بعد سيناريو الذهاب أكثر من طغيان الصبغة الاتحادية فكل المؤشرات جاءت صوب (الاصفرار) ليسقط مع رحيله آخر أوراق الخريف الجاهزة للانهيار!! غير أن إعصارا أخضر صال وجال ميدان جدة ساعة الذهاب عصف معه بكل التوقعات وأزهق كل التطمينات وعبث بكل الخيارات بمهب ريح عاصف معلنا عن ظهور رغبة أهلاوية أكيدة للوصول لميدان الختام! سامح الله (بني هلال) مع كل (تغريدة قدم) لأولسان نتخيل ممثلنا الذي كان بالإمكان أن يكون .. (فكان) ..!! (رباه) وعسى أن تكرهوا شيء وهو خير لكم! والمهم أن لقاء القطبين لم يكن لينتهي احتفاليا وأخويا ومثاليا كما بدأ فساعة الخطر قد دقت والرغبة (الانتحارية) الخضراء أعلنت عن نفسها لتعديل الكفة وسط استماتة اتحادية ، طبيعي أي قطبين أن يكون لديهما رغبة واحدة أن يحدث صراع و(لكن) المهم هو الكيفية التي يظهر بها ، فما ليس بطبيعي تلك الصورة السيئة التي رسمها الفريقان عن كرة بلادهما ومنافساتها الداخلية لتأخذ معها (الثقافة الشوارعية) ثقافة منافسات الحواري للميدان القاري!! والمشهد المؤلم أن الفريقين يمثلان بلد المملكة العربية السعودية موطن الرؤية الإسلامية وأمام مرأى ومسمع من الحكام الأجانب وأمام مرأى ومسمع المشاهد الآسيوي والعالمي المندرج تحت لواء الفيفا! (الأهلي والاتحاد) نهاية حزينة بطلها ركل وضرب وروائح ثأر وعار و(نيران صديقة) غذت الموقف بكل اقتدار! فما الذي جعل الأمور تفلت لتلك الدرجة؟! ومن المسؤول عن تصدير تلك المشاهد (الهمجية) التي اختلط فيها الفني بالإداري بالإعلامي بالمشجع؟! والغريب و(المقزز) أن إعلام الفريقين ساهم في تصعيد الموقف الانفعالي بقوة بدلا من تهدئته!! وتغذية جملة الخروج عن النص! إشكالية بعض الإداريين أدوارهم المركبة التي يقومون بها والتي يتخللها النقص أحيانا ، مع أنها تأتي لتغطية حالات نقص أو عدم تخصص لكنها (وقتية) بل (إسعافية) وقت الأزمات! أتساءل هل من المفروض على الإداري القيام بدور المختص السيكولوجي؟! وهل ذلك من صميم اختصاصه بظل غياب الاختصاص عن بعض شؤون ملاعبنا الداخلية؟! ولماذا لا تستعين الأندية بمختصين (نفسيين) للقيام بالتهيئة والإعداد نفسيا وذهنيا وانفعاليا قبل أن تصدر العقوبات (انضباطيا)! الضرب ممنوع لكنهم يبيحونه بغية الثأر للهزيمة والعار كوسيلة دفاعية على الطريقة الجاهلية (أخذ الثأر ونفي العار) .. مع أن عار أن نكون همجا!! و(العيب) أن نصبح جزءا من المشاهد المؤسفة (أخلاقيا) ، إنها ثقافة الهزيمة وتقبل الواقع ، بل هي تلك (الصبغة البربرية) الحمقاء والتي ما باتت تبرح آيديولوجيا الكرة لتعمقها لدى البعض بشكل ساخر! والمهم أن التشيكي غاروليم رصف انطلاقات الإياب كما درس تحركات الذهاب (براغماتيا) ، في الوقت الذي ابتعد الخيال بكانيدا الاتحاد لما هو أبعد من الأهلي! للأهلاويين (نصيحة) فكروا بأولسان وتذكروا أن الخصوم بالنهائي ثلاثة أرض وجمهور .. خصم بالملعب .. وعين (صديقة) تبحث عن الزلل!!