..من ينتظروا تغييرا للأفضل في إيقاع و مستوى لقاء الإياب الآسيوي في جدة بين الإتحاد و الأهلي..فلاشك أنهم واهمون .. و إذا كان الفنان محمد نور قد صرح ووعد بالأجود في الإياب ..فليفسر لنا قبل ذلك ماكان دوره في لقاء الذهاب ولماذا كبله المدرب في مساحة اليمين و ألح عليه عدم التحرر و الإنفتاح على مساحات أخري من الملعب ؟ الإسباني راؤول كانيدا هو نوع من المدربين الذين يعملون ضمن مفكرتهم التقنية و التكتيكية و بإلحاح و أولوية مطلقة للعب الدفاعي وبنسبة تقارب التسعين بالمائة و ربما أكثر..إلا إذا كان الخصم ضعيفا و سهلا و في المتناول ..وهذا يؤكد القاعدة وليس الإستثناء .. و كانيدا يلعب الدفاع بأسسه الحركية و ليس النمطية أي أنه يجند مرتدات هجومية كالسم في العسل ..طارئة ..مفاجئة و قد ينتظر خطأ أو أخطاء من الخصم و يعتمد أيضا وبشكل لافت على الكرات الميتة سواء كانت ركنيات أو ضربات خطأ مباشرة أو غير مباشرة .. و كانيدا راوغنا عندما صرح أنه يعاتب نفسه لأنه لم ينبه اللاعبين إلى إقتسام الوقت الزمني للمباراة ..لأنه فعل ..و لأنه تعمد الإقفال الدفاعي التام في الشوط الأول و من ثم تحرك تكتيكيا بالمرتدات و ضغط في الشوط الثاني .. و كانيدا عندما وجد في الإتحاد مدافعين من نوع خمس نجوم كأسامة المولد و المنتشري و رضا تكر ووجد الكاميروني موديست أمبابي و البرازيلي دي سوزا و السد المرصود سعود كريري..كان لابد أن يفصل بذلة تكتيكية على هذا المقاس الدفاعي أما محرك كل – المصائب الهجومية – فنور يريح أي مدرب في العالم ..مع وجود قناص يسجل في أوقات قاتلة إسمه نايف هزازي ..فهل كان عليه أن يراهن على الدفاع و هو يمتلك هذه الأسلحة الفتاكة أم يراهن عل الهجوم بعدد نيف من الأفراد..؟ أما جاروليم و بعقليته الهجومية الضاغطة والشرسة فقد نجد له العذر لأنه يمتلك الهدافين سيموس و الحوسني و الجيزاوي و تيسير الجاسم ويمتلك خطورة تدفق منصور الحربي و كامل المر..بل وحتى الباقي من اللاعبين الكثير منهم يمتلكون عقلية هجومية..ولكن دوام الحال من المحال ..و يقول المنظر الكرواتي الكبير لوبانوفسكي ..لو هاجمت حوالي ربع ساعة ولم تسجل أوقف هذا النمط و تراجع قليلا و إلا فبالتأكيد سيسجل ضدك..و بكل وضوح يظهر أن الخلطة السحرية التكتيكية الفتاكة التي كان جاروليم يبتلع بها الخصوم ينقصها الثعلب الذكي البرازيلي كماتشو الذي ذهب لنادي الشباب و ثبت أنه كان الأصلح والأفيد للأهلي منه للشباب ..لأنه كان الدينامو و روح المناورات الهجومية القاتلة للأهلي..لذلك لاحظ الجميع و عندما يصطدم الأهلي بفريق في المستوى لا ينجح كثيرا في التسجيل أو يواجه إستعصاء و إهدارا للعديد من الفرص ..لسبب بسيط لأنها لم تكن مهيأة بذكاء و بشكل لم يكن يتوقعه الخصم. التسجيل في لقاء الإياب الآسيوي بالنسبة للأهلي في مرمى مبروك زايد مهمة غاية في الصعوبة..بل تكاد تكون مستحيلة ..فغير مستبعد أن يجند كانيدا ترسانته الدفاعية ليحافظ على هدف الذهاب الغالي جدا ..جدا ..