قبل أمد غير بعيد، صرّح مسؤولون في قطاع المياه (التحلية ، وشركة المياه الوطنية ، ووزارة المياه) بأن جدة والطائف ودّعتا إلى الأبد نقص المياه ، وهي الظاهرة التي ما فتئت تتكرر في موسم كل حج ، إذ تقوم الجهات المسؤولة عن قطاع المياه بتحويل مجمل إنتاجها إلى خزانات الحج ، كما يتردد في كل عام ؛ استعدادًا للموسم ، وفي مقابل هكذا تحويل لضخ المياه تبدأ معاناة المواطنين ، وتتصاعد وتيرة التذمّر. فمنذ نصف شهر ذي القعدة الجاري ، والناس -مواطنين ، ومقيمين- يركضون إلى الأشياب للحصول على (وايت ماء) ، وقت انتظار الحصول عليه يتساوى مع مدة رحلة الطيران من جدة إلى نيويورك ، أي (13) ساعة! أما وإن آثر المواطن استخدام الخدمة الهاتفية للحصول على حاجته عن الماء ، فمتوسط الانتظار (19) ساعة بالتمام والكمال ، فجار لنا اتصل الساعة (3) بعد ظهر الجمعة 26/11/1433ه ، ولم يصله الوايت إلاّ صباح يوم السبت 27/11/1433ه ، الساعة الثامنة صباحًا ، اضطر مع ذلك للاستئذان من عمله لاستقبال الوايت! سكان أحياء البوادي 1 ، 2 وما جاورهما كان يفترض أن يصلهما الضخ صباح الخميس 25/11/1433ه ، لكن لم يصلهما أي قطرة حتى يوم السبت! ماذا يعمل المواطنون يا معالي وزير المياه؟ جُلهم أصيب باكتئاب شديد ، نأمل أن لا يتفاقم ليكون ثنائي القطب!! شرايين شبكة المياه تعاني التيبس ، أعطوا الناس فرصة للفرح!! يسأل البعض لماذا يغادر الناس الوطن في كل إجازة؟ الجواب: لكي لا يقفوا في طوابير المعاناة الطويلة!