*الاسبوع الماضي دشن الأمير خالد الفيصل الحملة الإعلامية الوطنية لتوعية ضيوف الرحمن لحج هذا العام 1433ه في عامها الخامس على التوالي. وحملة (الحج عبادة وسلوك حضاري) مع متلازمتها (لاحج الا بتصريح) تشهد نجاحاً متلاحقاً عاماً بعد آخر. هذا النجاح لم يتولد من فراغ بل كان نتاج مجموعة من العوامل حققته وصنعته بالطريقة التي يريدها لها المنظمون. ومن أبرز تلك العوامل في نظري : - وجود الأمير خلف هذه الحملة كصانع قرار وكقيادي فاعل ومؤثر. - وجود هيئات تنظيمية وإشرافية وتنفيذية يقف على رأسها الدكتور عبدالعزيز الخضيري وكيل امارة منطقة مكةالمكرمة ورئيس اللجنة الإشرافية للحملة. - وجود استراتيجية متكاملة للحملة واضحة الأهداف والآليات. - حشد مجموعة من البرامج والنشاطات وورش العمل هيأت للتدريب والاستيعاب. - مشاركة مختلف القطاعات والجهات في الحملة. - توظيف كافة الوسائل المؤثرة (أئمة مساجد - إعلام -الشخصيات العلمية والمجتمعية والقيادية - مقدمو الخدمة) لتعزيز نجاحات الحملة وتحقيق مكتسباتها. * والمتابع بإنصاف للحملة يجد أنها قد نجحت الى حد كبيرفي تحقيق ثلاثة معطيات : 1- خلق أرضية جيدة ومناخات اتصالية ناجعة. 2- تنامي الوعي بالحملة واستيعاب مضامينها. 3- ظهور مرحلة جديدة لما يمكن أن نطلق عليه (إدارة الحج). * وللحق فإننا بدأنا نلحظ عملية توحد في جهود مختلف الجهات تحت مظلة واحدة واصبحنا نتابع جهوداً جمعية منسقة حتى وإن كنا لم نصل بعد الى مرحلة التكامل المطلق فلازالت بعض الجهود المبعثرة هنا وهناك تمثل عائقاً امام الحملة وتشكل أحد التحديات التي يجب ان تعمل عليها. لكن هذا لايغيب (التوحد) ولايقلل من قيمة ماتم تحقيقه حتى الان في هذا الاتجاه. *وما أردت أن أصل إليه هنا هو تلك الكلمة للامير خالد الفيصل والتي حملت ذلك التوجيه الذي حمّل مسؤوليته كل أبناء الوطن على مختلف الشرائح سواء إعلام أو شركات أومقدمو خدمة او مواطنون بعمومهم. قال : مطلوب منا جميعا اشاعة ثقافة الضيافة وكلنا معنيون بلا استثناء بضيافة الحاج. هذه الضيافة لها حقوق وعليها واجبات. نحن نتفانى في خدمة ضيوفنا الخاصين في منازلنا فكيف بضيوف الرحمن؟؟ ومن واجبات تلك الضيافة ان تتحقق فيها أبعادها الثلاثة : 1- النقل المريح. 2- السكن الملائم. 3- الغذاء الجيد. وهذه لاتتحقق الا من خلال حج منظم يكون وفق القدرة والطاقة الاستيعابية. ولذلك برزت حملة (لاحج الا بتصريح) ليكون الحج وفق الحسابات المحددة لتتحقق الخدمات المأمولة. وان من أولويات حقوق الضيافة هو ان نفسح المجال نحن الذين منّ الله علينا بأداء هذا النسك العظيم لمن لم يحج بعد. * ان تكرارالحج والحج بلا تصريح يضاعف الأعداد ويجعلها فوق كل حسبان وهو ماقد يؤدي لاسمح الله الى التزاحم وإلى خلل في مستوى الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن . فهل نقبل ان يحدث هذا؟ وهل نرضى ان نكون نحن سبباً في خلق الكثير من المعوقات والمشكلات؟ لا اعتقد أن أحداً يرضى ذلك أو يقبل به!! * إن الحج الفوضوي وبلا تصريح يمثل تحدياً صعباً امام كل الجهود التي تستهدف تقديم افضل الخدمات لضيوف الرحمن. من هنا تبرز مسؤولياتنا كمواطنين .. * أما الوجه الآخر للمسؤولية فيكمن في أصحاب الشركات والمؤسسات الذين يفلتون عمالهم في موسم الحج ويتركونهم هملى ليخترقوا كل الحواجز والانظمة من أجل الوصول الى المشاعر المقدسة. ان هؤلاء مسؤولون أمام الوطن عن هذا الانفلات وعليهم محاسبة انفسهم أولاً.. ثم يأتي ذلك الصنف (القبيح) الذي يحاول ان يتكسب على حساب مصلحة الوطن فيقومون بتهريب الحجاج ويحاولون بشتى الوسائل اختراق الانظمة والتعليمات. * ان للحاج حق الضيافة وهذا الحق ليس منوطا بالدولة وحدها .. فبيدنا نحن الطرف الآخر من الخيط.. * المجتمع كل المجتمع شركاء في هذا الواجب.. فتعالوا في اصطفاف جميل نقف الى جانب الدولة في جهودها وتوجهاتها. * اننا حين نشيع ثقافة الضيافة والمسؤولية الوطنية ونتمثلها في أنفسنا نكون قد أدينا ماعلينا تجاه الوطن وتجاه ضيوف الرحمن.