في كل عام نتطلع إلى من يُنقذ حجاج الداخل من جشع أصحاب الحملات ، الذين لا همّ لهم إلا مضاعفة المبالغ التي يتقاضونها من الحجاج دون وجه حق ، حتى أنهم يُبقون مكاتبهم مفتوحة لأسابيع دون أن يسجلوا أحداً ، ودون تحديد موعد للتسجيل ، والمواطنون يتجمعون بأعداد هائلة ، وكأن التسجيل في هذه الحملات بالمجان ، وليس بمبالغ خيالية ؛ ففي كل عام تزيد التسعيرة عن العام الذي سبقه ، وعذرهم ارتفاع قيمة المواقع في منى وعرفات ومزدلفة ، وارتفاع المواد الغذائية ، والمشكلة أن المسؤولين في وزارة الحج يصرحون في كل عام بإعادة النظر في أسعار الحملات ، لكن تلك التصريحات ليست إلا تهدئة لردة فعل حجاج الداخل ؛ فأصحاب الحملات يتفننون في زيادة الأسعار ؛ لأنهم آمنون مطمئنون. لقد بلغت أجور الشخص الواحد إلى الحد الذي جعل الكثيرين يتوقفون عن المضي في أداء الفريضة ؛ فلم تعد الأسعار في متناول الجميع ، وأصبحت تضاهي أسعار القادمين من الخارج بل قد تفوقها ، وأدى ذلك إلى تزايد أعداد الحجاج الذين يؤدون الفريضة دون تصاريح ، أو بالتحايل بالحصول على تصاريح من بعض شركات ومؤسسات الحج بمبلغ مناسب ، ومن ثم ترك الحاج يذهب للحج بطريقته الخاصة ، في الوقت الذي كنا نتمنى فيه القضاء على هذه المشكلة بوضع الحلول المناسبة لحج ميسَّر يحقق شرط الاستطاعة. وقد قرأت قبل أيام تصريحاً لمعالي وزير الحج ، الدكتور بندر الحجار ، ذكر فيه أن هناك دراسة لتخفيض أسعار حجاج الداخل ، سيتم بدءاً من العام القادم للحد من غلائها ، ونحن نتساءل عن عدم تنفيذ ذلك في حج هذا العام ، أم أنه تم إعطاء الضوء الأخضر لأصحاب الحملات لرفع أسعارهم هذا العام حتى إذا تم التخفيض في العام القادم -إن صدقت التصريحات- تعود الأسعار إلى المبالغ التي كان يشتكي منها المواطنون سابقاً ؛ فيضطرون للرضوخ للأمر الواقع! إننا نتطلع إلى القرار الحاسم من معالي وزير الحج لإيقاف الزيادة التي طرأت هذا العام من أصحاب الحملات ؛ فالأرض هي نفسها ، والمخيمات لم يطرأ عليها جديد ، وتكلفة المعيشة مبالغ فيها ، ولا يُعقل أن تصل الزيادة إلى 30 % أحياناً. ------------------------------------------------- مدير مكتب صحيفة عكاظ بمحافظة الطائف (سابقاً) كاتب بصحيفة سبق الإلكترونية (حالياً).