طوى الرسميات والترتيبات المسبقة في مثل تلك المواقف .. وذهب إلى استديو البرنامج متأبطاً الهدوء والأريحية والبساطة .. فكان منفتحاً على سيل الاستفهامات بكل ارتفاعاتها ومنحدراتها. لم أشهده منذ زمن يظهر في لقاء (فضائي) بتلك النبرة المتفائلة. كان ذلك الأمير نواف بن فيصل الرئيس العام لرعاية الشباب ، الذي حل ضيفاً على تركي العجمة ببرنامج (كورة) عبر قناة روتانا خليجية في توقيت مفاجئ ، ورتب له قبل ساعات قليلة ، مما استدعى أسرة البرنامج لإلغاء كل خططها الإعدادية المتبعة يومياً من ضيوف وفقرات ، فكان السبق لهم ، والمتعة لنا كرياضيين أو مشاهدين بذلك الحوار الثري. قد لا تتسع المساحة لقراءة الكثير من محاور اللقاء ، لكن شعرت أن ثقل الارتياح الذي كان عليه الرئيس العام في الحديث اتكأ على أبرز معلومة عندما (عقلها وتوكل) بقية الوقت يزرع في حقولنا الرياضية الجرداء أمل اخضرارها على المدى القصير والبعيد ، عندما كشف مشدداً عن (أمر) خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز له ولوزير المالية بالاجتماع لمناقشة الاحتياجات التي أطلع عليها المليك لحل كل الأمور المالية لتجاوزها. وتوجيهه للرئيس العام بوضع رياضي أفضل من خلال وضع إستراتيجية لها على مدى (10) سنوات ، بعد استيائه من الأوضاع والنتائج الرياضية التي تحتوي الشباب والرياضيين. وهل كان غير المال ما عطل عجلتنا الرياضية وجعلها تتأخر في المنشآت وتطويرها وانتشارها ، وتعطيل العديد من الخطط التي توقفت منذ قرابة عقدين فسبقنا في هذا المضمار من كان يرانا نموذجاً؟ من حق الرئيس العام المسؤول الأول أن يظهر منتشياً في حديثه بعد قرب فك قيود (المالية) المكبلة للمؤسسة الرياضية والتخلص من ترهلها الذي أدخلها في (أزمة) عدم ثقة أمام الشارع الشبابي والرياضي صاحب الشريحة الأكبر في عدد السكان بالمملكة ، لذا سبق وذكرت أن الرياضة هي متنفسهم الوحيد وإهمال هذا القطاع دون معالجات كبيرة لأوضاعه مؤشر خطير متى ما تسرب ممارسوه وجماهيره من الانتماء له. لذا أتمنى مثلما أؤمن مع كثر ورددته مراراً : إن حلول رياضتنا يجب أن تكون وجهة وطن لا وجهة نظر. ومن غير توجيه (الدولة) لحمل هذا الشعار بعد (أمر) المليك بحلحلة المعوقات بين الرئاسة والمالية على جسر إستراتيجية ال (10) سنوات سنظل كما نحن وأسوأ .. وعجبي.