وصل الحال بالأمير عبدالرحمن بن مساعد رئيس نادي الهلال إلى أن يطرح تساؤلا: (هل الحل في أن نهاجر مثلا؟)، وهو يتحدث بحرقة وألم ونبرة حزينة في مداخلة مع الزميل تركي العجمة مقدم برنامج (كورة) عبر (روتانا خليجية) مساء أمس الخميس في حضور الزميلين حسن القرني الكاتب الرياضي، وخلف ملفي رئيس تحرير (قووول أون لاين) الإلكترونية. وكان تركي العجمة قد طرح قضية الاتهامات التي تلاحق نادي الهلال وآخرها ماتناقلته بعض المواقع الالكترونية بأن الحكم السويسر بوساكا أوقف بسبب تورطه برشاوي من بينها مباراة في السعودية طرفها الهلال، وفي النهاية أكد العجمة أن أحد أعضاء موقع (إقلاع) زوده برابط جديد يدحض الشائعة وأن الصحيفة المنسوب إليها الخبر أو الحوار مغلقة بسبب الإفلاس. وبدأ تركي سؤاله للأمير عبدالرحمن بأن الهلال حوصر بقضايا خارج الملعب كصليب رادوي، وهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والرشوة وأن هذا ضرب أخلاقي في النزاهة والدين مع الرأي العام وليس ضربا فنيا؟ وعلق رئيس الهلال "أشكرك على إتاحة الفرصة في موضوع مهم مثل هذا، لقد وصلنا إلى منزلق خطير جدا، وأعني ما أقوله، ليس هناك هدف ولا مبرر ولم يحدث مثل هذا من قبل. سبق واتهمونا العام الماضي برشوة مدرب ذوب آهن وتم دبلجة حديثه، أيضا فوجئنا بأن صحفيا في صحيفة يومية ينقل للمشائخ مغالطات بأن رادوي يقبل الصليب وأن شبانا في شارع التحلية يرتدون رقم (8) وهذا خطر على النشيء، يا أخي العزيز إلى أي مرحلة وصلنا؟". ويزيد الأمير عبدالرحمن بن مساعد "أيضا قيل بأنني قلت (سأجعل الهلال وحيا قرآنيا)، معاذ الله أن أقول هذا، ونشرنا توضيحا ينفي هذه التهمه وعززناه بمقاطع من الحديث الذي كان بعد الجمعية العمومية". وشدد على أن بعض الأمور السلبية حتى لو كانت بنسبة قليلة تنتشر أقوى من الإبجابيات، وهذا يسيء للمجتمع، وهي طبيعة سيئة في بعض الأشخاص ممن يتفرغون للاتهامات والأخبار الكاذبة. واستشهد بالمثل (العيار اللي مايصيب يدوش)، مشيرا إلى أنه سبق واتهم بالشعوذة والسحر، ورشاوى لحكام ومدربين، ثم الوحي الإلهي، والاتصال بالمشائخ والافتراء على رادوي بأنه يقبل الصليب بعد كل مباراة، ، وشدد على أنه يتحدث بحرقة وألم، مبينا "الرياضة أصبحت مشوهة، وهناك أشياء كثيرة لم أعلق عليها وإساءات وبذاءات، واتهامات، لكن أن يصل الأمر إلى التشكيك في الذمة والدين الأخلاقيات، لا أقول إلا أين نحن ذاهبون؟". ورد العجمة بسؤال "تخرج من قضية وتدخل في أخرى، هل تعتقد أن هذا عملا منظما، من تتهم؟"، ورد الأمير عبدالرحمن "لا أتهم أحدا، أتهم التعصب وأتهم من هم غير قادرين على حمل رسالة وأمانة القلم، والأكيد أنه لا أحد معصوم من الخطأ، أكيد أننا ارتكبنا أخطاء، أنا ربما أخطأت أو أسأت دون قصد، لكن مستحيل أن أشكك في ذمة أحد، أو أتهمه بالرشوة أو أؤلب المشائخ أو أكذب باسم الدين، أنا تربيت ولله الحمد على أن الدين فوق كل شيء، وينبغي أن ننقل صورة حسنة عن الإسلام، وفي الوقت ذاته أنا ضد استغلال الدين في أمور ومصالح ضيقة، بأمانة أنا في ذهول، ومذهول من أن يتصل شخص بالمشائخ ليكذب على رادوي وأطفال يحملون صلبانا..!، أنني أتحدث بحرقة وألم، لم أعد قادرا على التعامل مع هذه الأمور، ربما لم يبقى إلا أن نهاجر مثلا، وفي النهاية هي رياضة ولعب وتسلية، وبالتأكيد رسالة، نحن وصلنا إلى منزلق خطير ولا أدري إلى أين نحن سائرون؟". وزاد في الحديث بالتساؤل عن العقوبات الرادعة، وقال "واحد يطلعني من الملة، ويفتري علي بأنني قلت سأجعل الهلال وحيا قرآنيا، لو قاضيته ستحال القضية لوزارة الثقافة والإعلام، وسيغرمونه 50 ألف ريال، أعرف أن هذه القضايا تحال للإعلام بمرسوم ملكي، لكنني أتمنى أن تكون العقوبة بقدر الإساءة، لايمكن واحد يشكك في ديني وعقيدتي ويغرم 50 ألفا، المفروض (مليون ريال) كي يحب ألف حساب لما يقوله، بينما لو كان الخطأ يتعلق بتأخر رواتب وأثبت أن هذا الصحفي أو الناقد مخطئا، فإن تغريمه بخمسة آلاف مقنع، لكنن يخرجني من الملة يجب أن تكون مليون ريال". وتحدث عن مداخلته الأخيرة في هذا الشأن "أنا اضطررت لمداخلة قناة أبوظبي رغم أننا مقاطعينها وتداخلت بصفتي الشخصية لأنها قناة متابعة بالملايين ولو أن مصريا كان يشاهد البرنامج ويسمع عني هذه التهمة وهو يعرف أن مواطنه أحمد علي يلعب في الهلال، ماهو الانطباع الذي سيأخذه عني؟ لذا كان لابد أن أرد على تهمة أنني (سأجعل الهلال وحيا قرآنيا) – والعياذ بالله – وحتى لو رفعت قضية فإن الآخرين لن يعرفوا عن هذا الموضوع، لذا تداخلت لأنفي التهمة الخطيرة". ومن جانبه، قال الزميل تركي (من خلال رصد ومتابعة لدينا لعدد من رؤساء الأندية ودون أن نقلل منهم ربما أنها أول مرة أسمع الأمير عبدالرحمن بن مساعد بهذه النبرة الحزينة والألم. وتداخل الزميل خلف قائلا (الحمد لله الذي قيض للرياضة رجل مثل الأمير عبدالرحمن بن مساعد في هذا الوقت بمنطقيته وعقلانيته ورزانته وهدوئه واستشهاده بالقرآن والسنة، وقدرته على استيعاب المشاكل والرد بما يعزز طرق الإصلاح، ولو غيره ودون أن نقلل من أي أحد ربما، وأكرر ربما ينفجر بما يوسع رقعة المشاكل، وبالرغم من الحرقة والألم إلا أنه وجه رسالة واضحة). ونوه خلف بذهاب الأمير عبدالرحمن بن مساعد للهيئة لتوضيح الصورة الحقيقية وبدورها الهيئة كان خطابها مثاليا ورائعا ويعزز مستوى رقي الحوار، واستطاعت أن تهزم الإعلام الرياضي بعمق تواصلها، في حين أن بعض النقاد مارسوا مالا يليق ويريدون أن يفصلوا لدين عن الرياضة، وفي الأصل الدين فوق كل شيء وهو نبراسنا، ولكن البعض أبى إلا أن يثبت ضحالة ثقافته حد الجهل. وأكد الزميل خلف إمكانية اللجوء للجهة المختصة في وزارة الثقافة والإعلام التي تستقبل الشكاوى ضد الإعلاميين. ومن جانبه، علق الزميل حسن القرني بأن الأمور توالت ضد الهلال وكل حدث يستحق مساحة كبيرة من النقاش، مبينا أن رزانة الأمير عبدالرحمن بن مساعد كانت واضحة وجلية أقوى من غيره، وأضاف "مع احترامي لرؤساء الهلال يعتبر الأمير عبدالرحمن أكثر هدوءا ورغم الضربات المتتالية مازال يقدم النجاحات، نعم أحد تألمه وحرقته مبررة، كل حدث أقوة وأقسى من سابقه، والحل لدى وزارة الإعلام بالعقوبات المغلظة وأن تقوم لجنة الانضباط بدورها تجاه منسوبي الأندية، أما من يدخل الوطنية أو الدين حينما يكون غير قادر على الحوار فهذا يلعب على حبال الأمور الحساسة ويبرهن على هروبه". ورد الزميل خلف على سؤال حول من يدخل الوطنية والدين في الحوار قائلا "هذا في الأصل لايملك لغة الحوار وأدبياته، وبالتالي حينما يدخل الوطنية والدين تشكيكا إنما يعمق جهله وضحالة ثقافته، فالتشكيك في الوطنية غير مقبول، والدين فوق الجميع، والأصل أن الرياضة تسلية مفيدة للعقل والجسم، وياليت البعض يرتقي بمستوى الذائقة والاحترام حد المتعة بفوز المنافس وأهدافه، أعرف أن هذا صعب ولكن ليتهم يحاولون عل وعسى، وبالتالي نرتقي إلى سمو الرياضة وأهدافها الجميلة.