يؤسفني أن حالت ظروفي دون حضور الملتقى الخامس للرواية العربية المقام حالياً في الباحة ، وهو الملتقى الذي دأب النادي الأدبي بالباحة على إقامته بصفة مستمرة ، حتى بلغ هذا العام دورته الخامسة .. ويقام (2-3ذوالقعدة الجاري) تحت عنوان (الرواية العربية .. الذاكرة والتاريخ). ومامن شك يخالجني .. ولا ريب يساورني .. في أنني الخاسر الوحيد من هذا الغياب القصري .. الذي فاتني بسببه الإلتقاء بالكثير من أبناء منطقة الباحة من أدباء ومفكرين .. ممن أقرأ لهم وأتابع نتاجهم الفكري وأتعلم منهم ، وأعتز بهم ، وأفخر بمواقعهم المتقدمة في هيكل وخارطة الأدب والثقافة وصياغة الفكر في المملكة .. وفي الدائرة الأخرى مثلهم من أبناء الوطن الحبيب .. وفي الدائرة الثالثة مثلهم من العرب .. ممن نجح النادي الأدبي في جمعهم ، هم وغيرهم ، في مكان واحد وتحت مظلته من خلال ملتقى الرواية وكذلك ملتقى الشعر ، وغيرهما من النشاطات المستمرة طوال العام. والنادي الأدبي بالباحة يعتبر من أكثر الأندية الأدبية في المملكة نشاطاً ، إذا ما قسنا ذلك بالنشاطات المسموع عنها والمشهود لها والمشاهدة بوضوح ، وتحظى بحضور وإهتمام رسميين وشعبيين .. ويماثله في ذلك مالا يتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة من الأندية الأدبية .. التي لا أريد أن أعددها في هذه العجالة .. خشية أن أنسى منها ما يستحق الذكر ؛ فأظلم .. ولكن المدهش في النادي الأدبي بالباحة ؛ ليس فقط هذه الأنشطة المبرمجة والمعد لها إعداداً جيداً رغم أهميتها ونجاح النادي بإقتدار مشهود في الإعداد لها وتنظيمها بحرفية عالية ، وإنما المدهش أكثر .. حضور النادي المميز في المناسبات المفاجئة .. وسرعة تجاوبه وتفاعله الفوري مع المناسبات المفاجئة في المجتمع سواء على مستوى منطقة الباحة أو على مستوى المملكة ويساعده على ذلك فيما أحسب ، ما يحظى به من قبول ورضى وتقدير لدى الأدباء والمثقفين الذين يتجاوبون مع دعواته ويشاركون في أنشطته ويثرون لقاءاته المبرمجة والطارئة ، مثل ما حدث (على سبيل المثال) في التفاعل الفوري مع وفاة المؤرخ والعلامة الأستاذ علي بن صالح السلوك (رحمه الله) وغير ذلك. وهذا وغيره مما يقدمه النادي الأدبي بالباحة يذكر فيشكر .. ويحسب للإدارة الحالية برئاسة (بحتري العصر) الشاعر الأستاذ حسن بن محمد الزهراني ونائب الرئيس الإعلامي الكبير الدكتور عبدالله غريب وبقية الفضلاء في مجلس الإدارة ، كما يحسب لإدارة النادي في الفترة السابقة التي إستكملها بالتكليف الأستاذ حسن بن محمد الزهراني ونائب الرئيس الروائي والإعلامي الكبير الأستاذ جمعان بن علي الكرت وبقية الفضلاء في مجلس الإدارة السابقة. إن ما يقوم به النادي الأدبي بالباحة لعمل كبير .. وجهدٌ مقدر .. ولأن صديقك من صَدَقَك لا من صدَّقك .. ولأنني أحلم بهدف أتمنى على النادي الأدبي بالباحة تحقيقة .. أرى (من وجهة نظر شخصية) ومن منطلق حب للنادي والقائمين عليه ؛ أن النادي مطالب ببذل جهد مضاعف من خلال رؤية واضحة ومقننة ومدعومة .. لإستقطاب الجمهور وتحفيزه على الحضور بكثافة .. ولا يكفي أن يقتصر معظم الحضور على النخب فقط .. صحيح أن الجمهور من عامة الناس غائب بطوعه وإختياره .. وليس مغيباً بفعل أحد .. وأن النادي يقوم بدورة في الإعلان عن نشاطاته عبر جميع وسائل الإعلام .. ولكن الأمل في الشاعر الأريب والمربي الفاضل والإنسان الخلوق رئيس النادي الأستاذ حسن بن محمد الزهراني أن يضع هذا الأمر نصب عينيه ، ولن يعدم هو والفضلاء معه في مجلس الإدارة من إيجاد وسيلة للتحفيز .. وآلية للترغيب .. حتى يحققوا بذلك معادلة الجميع بين النخب وجمهور المتلقين ، لتتسع دائر النور التي تنطلق من النادي إلى فضاءات منطقة الباحة .. فيضيف إلى نجاحاته الكثيرة نجاحاً .. وتتسع دائرة التلقي .. فينشر بين الناس خيراً وفلاحاً .. والله ولي التوفيق.