انتهت الأسبوع الفائت محاكمة النرويجي أندرس بريفيك المتهم بقتل 77 شخص يوليو الماضي في عمليتين إرهابيتين فصلت بينهما ساعات معدودة. العملية الأولى استهدفت مبنى حكومي في أوسلو بقنبلة أسفرت عن مقتل 8 أشخاص. وفي الثانية استهدف بريفك مخيماً صيفياً شبابياً تابعاً لحزب العمال الحاكم في جزيرة أوتويا ، حيث دخله متنكرا في لباس شرطي وبدأ بإطلاق النار عشوائيا مما أدى إلى مقتل 69 شخص أغلبهم من الشباب والفتيات. أندرس بريفيك إرهابي متطرف ، وعنصري معادٍ للتعددية الثقافية. اعترف انه استهدف معسكر شباب الحزب الحاكم بسبب سياسة الحزب المؤيد للهجرة ومن أجل حماية النرويج من المد الإسلامي الذي يشكل حسب قوله تهديدا على أوروبا بأكملها. وتعتبر جريمته أكبر كارثة تمر بها النرويج بعد الحرب العالمية الثانية. ومما أثار انتباهي أن كل ذلك لم يمنع حدوث العديد من الأمور خلال محاكمته أثارت انتباهي ، سأحاول سردها علنّي أجد من يشاركني انتباهي! 1. بعد القبض عليه بقي بريفيك تسعة أشهر رهن الاحتجاز على ذمة التحقيق ، تخللت هذه المدة 3 جلسات استماع على الأقل، إحدى هذه الجلسات كانت علنية. 2. قضى بريفيك 12 أسبوعا من مدة اعتقاله على ذمة التحقيق في الحبس الانفرادي ، لجأت الشرطة أثناءها إلى القضاء 3 مرات للحصول على إذن بتمديد فترته ، حيث يلزم القانون النرويجي الشرطة بأخذ إذن قضائي لتمديد فترة الحبس الانفرادي للمتهم بعد انقضاء 4 أسابيع من مدته. 3. محاكمة بريفيك (علنية) وتم اعتماد أكثر من 170 مؤسسة إعلامية لتغطيتها ، كانت وقائع الجلسات تنقل كحلقات مسلسل في الكثير من الصحف (العالمية). 4. خضع بريفيك بأمر المحكمة لتقيمين نفسيين ، بواسطة مجموعتين مختلفتين من الأطباء النفسيين. 5. ضمت محاكمة بريفك خمسة قضاة ثلاثة منهم مدنيين ، قررت محكمة أوسلو بعد الجلسة الثانية منها طرد أحدهم بعد أن شكك دفاع بريفيك في موضوعيته لأنه كتب في موقعه الخاص في الفيس بوك هذه العبارة : (عقوبة الإعدام هي الحل العادل الوحيد في هذه القضية)! 6. اختار أندرس بريفيك فريق دفاعه المكون من محاميين رئيسيين ومساعدين ، وعند سؤال (غير ليبشتاد) أحد المحاميين الرئيسيين عن كيفية قبوله الدفاع عن مجرم إرهابي قتل 77 شخص؟ أجاب ليبشتاد بأنه استند في قبوله للدفاع عن بريفيك على مبادئ الدولة الديمقراطية التي يحكمها النظام والقانون والتي تكفل حق العدل والدفاع لأي متهم. 7. منذ القبض عليه وحتى الإعلان المتوقع عن الحكم في منتصف شهر أغسطس القادم ، يقضي بريفيك الوقت في زنزانة مكونة من 3 غرف ، واحدة للنوم والثانية تحتوي على كمبيوتر غير متصل بالإنترنت وتلفاز ومشغل أقراص دي في دي ، والثالثة تضم بعض الأجهزة الرياضية. 8. تم تحويل جزء من السجن إلى وحدة طب نفسي آمنة للقاتل بكلفة قدرت بنحو 260 ألف يورو ، مجهزة لاستقبال بريفيك في حال ثبت أنه ارتكب جرائمه نتيجة لمرض نفسي. أندرس بريفيك الذي أبدى إعجابه الكبير بأهداف وإستراتيجية منظمة القاعدة لم يُظهر أي ندم على جرائمه من اللحظة الأولى لاعتقاله ، بل نفى عن نفسه أي مشاكل نفسية ، وأعلن في جلسات عدة أنه فخور بما فعله وأنه على استعداد لارتكاب جرائمه مرة ثانية! بالرغم من كل ذلك لم تغفل النرويج حقه في محاكمة عادلة أثارت غيظ الكثيرين لكنها لم تثر غضبهم.