في حديث هاتفي مع الشيخ علي باطرفي (رئيس قسم التوعية والتوجيه فرع هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، في منطقة مكةالمكرمة) ذكر لي توجه الفرع نحو نقلة نوعية في الأداء تنطلق باسم (البرامج التوجيهية). أساس هذه البرامج هو الأمر بالمعروف والإرشاد إلى الخير عبر قنوات عريضة موجهة إلى المجتمع بعمومه ، وللشباب خصوصا. هذه الأنشطة امتدت على مدى الشهرين الماضيين ، كان أهمها في عزيز مول ، وامتد على مدى 10 أيام تخللته مسابقات للأطفال ومسابقات ترفيهية وبث مقاطع فيديو .. تساعد على بث القيم الفاضلة بصورة غير مباشرة ، ومعرض إعلامي ، ودردشة مع الشباب بمشاركة رئيس فرع الهيئة في جدة داخل كوفي شوب ، أي لقاء ودّي مع فئة عزيزة في مكان عام. ومن البرامج توزيع بروشورات ونصب لوحات (بنر) ووضع تندات في أكثر الأماكن جذباً للشباب ، وهي المنتجعات والمراسي ، وكذلك بعض المدارس ، ومنها متوسطة الفاروق الرائدة التي شهدت أنشطة على مدى أسبوع كامل. خلاصة القول هو الاستعداد للخروج من النمطية السائدة إلى عالم أرحب وأوسع فيه من التجارب المختلفة والوسائل الحديثة ما لا يُعد ولا يُحصى من البدائل. صحيح أن هذه البرامج مرهقة بالنسبة لمنسوبي الهيئة مقارنة بالآلية المعتادة .. دوام ثم جولات ميدانية بالجموس على الأسواق والمحال التجارية مع قليل من النهي والزجر وتسجيل التعهدات ، وشيء من المناكفات مع المخالفين والمخالفات. نعم تطوير العمل الإيجابي المبني على شعيرة (الدعوة بالتي هي أحسن) يتطلب جهوداً كبيرة وأفكاراً رائدة وموارد مالية وبشرية. وهذه الأخيرة تحديداً ستجد من يتكفل بها ، فالمال لدى أهل الخير متوفر ولله الحمد إذا كان في إطار الرفق والتسامح وافتراض حسن النية وسلامة المقصد لدى الآخرين ، وكذلك المتطوعون للمساعدة في هذه البرامج كثر ولله الحمد إذا طُرق الباب ونُظمت الأنشطة واستحثّت الهمم. بإمكان الهيئة أن تكون أكبر وأقوى مؤسسة من مؤسسات المجتمع المدني الفاعلة المنجزة ، فليس أشرف من الدعوة إلى الله على بصيرة ، وخير (بصيرة) الرفق واللين والموعظة الحسنة والكلمة الطيبة. ولتمضِ الهيئة على بركة الله مشعل خير وهداية وأنموذج رفق ولين وتسامح.