يتضمن تقرير منظمة اليونيسيف لعام 2006م أجندة ألفية تنموية من أجل الأطفال الُمقصين والمحجوبين تتضمن غايات مستهدفة لعام 2015م , منها استئصال الجوع والفقر ، وتحسين صحة الأمهات ، وضمان الاستقرار البيئي ، وخفض معدلات وفيات الأطفال! هذه الأهداف أعتبرها مثالية مقارنة بالأحداث المأساوية التي تحيط بأطفال العالم عامة خاصة أطفال إفريقيا ، ثم أطفال العراق ، ثم أطفال اليمن ، والآن أطفال سوريا وما تعرضوا له من حوادث مأساوية وآخرها (مجزرة الحولة) التي تفشل أمامها جميع أجندات العالم التنموية من أجل تحقيق أبسط درجات الحياة الكريمة للأطفال المعرضين للاستغلال والتعذيب والقتل! وتفشل أمامها أيضاً اتفاقية حقوق الأطفال التي نعتبرها أكثر التزاماً تجاه الأطفال والتي أقرتها الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 1989م وصادقت عليها 192 دولة! هذه المعاهدة التي تنص على واجبات محددة من الحكومات تجاه أطفالها تقوم على الالتزام الأخلاقي والقانوني تجاههم! ومن المفروض أن أي حكومة تنقض التزامها ببنود الاتفاقية تخضع للمساءلة من لجنة حقوق الطفل! وكذلك تقف وثيقة (عالم جدير بالأطفال) عام 2002م عاجزة عن حماية الأطفال وذلك لعدم التزام كثير من الحكومات بوعودها لتوفير الخدمات الأساسية لأطفالها! والمخزي في هذه الحادثة أن مجلس الأمن الدولي يقف موقف المتفرج والعاجز ، وأن المنظمات الدولية لحماية الأطفال تقف عاجزة أيضاً وتؤكد فشل تقاريرها وخططها التنموية وإعلاناتها الألفية التي لن تقدم أي موقف إنقاذ إنساني ، بل هو الدمار المعلن لمستقبل أطفال العالم قبل وصولنا لعام 2015م! ونحن الراشدون على مستوى العالم أخفقنا في تحمل مسؤولية تمتع كثير من أطفال الأسر الفقيرة والمعنفة والمهمّشة التمتع بحياة كريمة ، ما دامت الحكومات تقف عاجزة عن إنقاذ من يقعون في دائرة الحكومات الظالمة بسياستها الداخلية مع شعبها! لذلك سيكون أطفال الدول الفقيرة أهون حالاً من أطفال يعيشون تحت رحمة حاكم ظالم ومستبد تديره الطائفية ، يغذي فكره المريض والإجرامي بدماء أطفال لا حول لهم ولا قوة! ضارباَ بعرض الحائط الاتفاقيات الدولية لحماية أطفال شعبه ، وضارباً بعرض الحائط الانتقام الإلهي الذي نتمناه عاجلاً لا آجلاً له! ولذلك فإن تقارير منظمة اليونيسيف بشأن الأطفال المحجوبين عن الأنظار في الدول الفقيرة والهشة ، ستكون وصمة عار بحق تاريخهم الفاشل الذي كشفته المآسي التي يتعرضون لها أطفال سوريا والعالم من حولهم لا حراك لحمايتهم! لقد تم إقصاء الآلاف من الأطفال في العالم بسبب الفقر والحرمان من التعليم ، والحرمان من الخدمات الصحية والغذائية الأساسية لاستمرار حياتهم في أقل من المستوى البشري الطبيعي! لكن مجزرة الحولة لم تقص أطفالها إلى النهايات الدمويّة فقط ، بل أقصت تلك المنظمات الدولية لنهايات من الفشل الذريع لتخليها عن مسؤولياتها الرئيسية في حماية هؤلاء الأطفال.