** المكيون يعيشون فرحة كبيرة هذه الايام بعودة فريقهم الى دوري زين ، وحتى أولئك الذين لايميلون الى الرياضة ولايهتمون كثيرا بكرة القدم تقاسموا الفرح مع إخوانهم من عشاق الرياضة المكيين والسبب ببساطة ان الوحدة تعني لهم كياناً مكياً عريقاً والمكيون يعنون بكل كياناتهم المكية. ** وأول امس حضرت ملتقى الأحبة للصديق ابراهيم أمجد ولم يثر استغرابي أن أكثر الحضور من وجهاء مكة رغم أن المناسبة رياضية بامتياز وهؤلاء الوجهاء وكبارالسن ممن لايثير اهتمامهم عالم كرة القدم كانوا يسابقون الاعلاميين والرياضيين في مداخلاتهم وكلماتهم ليعبروا عن فرحتهم بصعود فريقهم الوحدة الى دوري زين مجدداً ، كانوا يعبرون عن مشاعرهم تماما كما يفعل عشاق المدرجات ، انه تجسيد واضح لمدى الارتباط العاطفي للمكيين بناديهم الوحدة ، انه يمثل الرمز المكي العريق وهذا وحده كان كافيا لأن يستشعر الجميع الفرح. ** وكل الاحاديث لم تكن تخلو من التحدي الصعب الذي خاضه هذا الفريق ليؤكد استحقاقه لدوري زين ، واذا كانت الوحدة هبطت من دوري زين بقرار فإنها قد عادت اليه من الميدان بعزيمة الابطال وبإصرار الرجال وهذا هو سر التحدي الحقيقي الذي خاض غماره الوحداويون وصنعوا نجاحاته بكل اقتدار. ** الشيخ والمثقف والكبار والبسطاء كانوا جميعا يعبرون عن فرحة الموقف الذي يحتفون فيه ويستذكرون مرارة ذلك القرارالذي عصف بالكيان وكان وحده هو الضحية وليس الشخوص وهو مثار الاستغراب الذي حفر في حلوقهم غصة لذلك كان فرح الصعود طاغياً لانه يمثل انتصاراً لهم أمام كل ما واجهوه. ** وفي غمرة الفرح لابد ان يكون لحديث العقل حضوره ، فإذا كان الصعود حلماً مهماً للغاية فإن البقاء في دوري زين ومقارعة الكبار باقتداريمثل أهمية أقوى وهذا لايأتي بالكلام ولابالأمنيات ، ان الوحداويين أمامهم عمل شاق وطويل لابد ان يقوموا به فدوري زين غيردوري الدرجة الاولى واكيد ان الوحداويين يعرفون ذلك تماما ولاأشك بأنهم سيعملون عليه من الآن. ** الفريق يحتاج اولا الى وقفة شاملة من كافة المكيين وبالذات رجال الاعمال وعلى الوحداويين العمل في هذا الاتجاه ، عليهم لم شمل البيت الوحداوي بكل اطيافه ومكوناته ، اتمنى الا يكون في الزمن الوحداوي القادم أي سوانح لعداوات ولا لافتراقات فلا شئ يفت في الجهود اكثر من النخر من الداخل ، وانا اثق بأن اهل مكة كلهم حريصون على مصلحة ناديهم ولن يسمحوا لأي اختراقات اومحاولات قد تأتيهم من تحت الطاولة ، وأتمنى في هذا الصدد ان يلعب مجلس اعضاء الشرف جنباً الى جنب مع مجلس الادارة دوراً محورياً في هذا الاتجاه. ** والنقطة الاخرى هي قضية الدعم المادي للنادي فنحن في زمن الاحتراف وهذا يتطلب ضخاً مادياً ضخماً لخزينة النادي حتى يستطيع ان يبني فريقاً قوياً يقارع اقوياء زين ، وقد اعجبني هذا التوجه النير الكبير الذي يقوده الامير خالد الفيصل لبناء وحدة قوية قادرة على المواجهة والانتصار ، هذا الفكروجه من خلاله الفيصل بعمل استراتيجية متكاملة للكيان الوحداوي ترتكز اولاً على التوجه نحو الاستثمار لايجاد موارد مالية ثابتة يستطيع من خلالها النادي الاعتماد على نفسه وتسييرأموره ، لان التبرعات الذاتية مهما كانت أهميتها وقيمتها الا انها لاتشكل مورداً ثابتاً ، وكما سمعت فأن هناك لجنة شكلها الفيصل مهمتها العمل على الاستثمار وتحقيق الموارد المالية وأتمنى ان ترى اعمال هذه اللجنة النور قريبا لان هذه المرحلة حرجة جدا للفريق الوحداوي وتحتاج في تجاوزها الى مثل هذه الموارد المالية. ** ومما سمعته ايضا عن هذه الاستراتيجية انها تعنى بالجوانب الادارية والتنظيمية المبنية على أسس علمية فإدارة كيان لم تعد ارتجالية ولاعشوائية وانما هي خطط واضحة الاهداف والمعالم. ** ومايحتاجه الفريق الوحداوي ايضا هو بناء الفريق من خلال تدعيمه بلاعبين اجانب ومحليين قادرين على صناعة الفارق في الاداء والنتائج وهذا قطعا لايغيب عن ذهنية الادارة الوحداوية الخبيرة والمتمرسة في العمل الرياضي. ** مابقي ان اقوله هو مبروك لكل من شارك في صناعة هذا الانجاز الكبير ولكل اهل مكة وعودة قوية جادة بأذن الله.