فاجأ الأمير نواف بن فيصل الرياضيين بقرار العفو عمن وقعت عليهم عقوبات من اللجان الرياضية في بادرة غير مستغربة عن القيادة وعن سموه ، وأعجبني جدا توضيح سموه أن ذلك العفو يجب أن يفهم في سياقه الصحيح ، وهو أنه لن يكون سنويا أبدا، ولكنه جاء هذا الموسم مرتبطا بتوافق مناسبتين عزيزتين لن تتكرر وهي توافق دخول ذكرى البيعة الثامنة لخادم الحرمين الشريفين ورعايته حفظه الله للمباراة النهائية التي هي ختام الموسم ، ولهذا جاءت مبادرة سموه الكريمة تجاه إخوانه الرياضيين ، فمنهم من أعفي من غرامات وآخرون من عقوبات وآخرون من الأمرين وكان على رأس المستفيدين السيد جمال تونسي ومدرب الشباب ومدير المركز الإعلامي بنفس النادي وسامي الجابر ورئيس نادي القادسية ، وإن مقابلة الرياضيين كافه لهذا الإعفاء بالجميل والعرفان هو رد الفعل الطبيعي ، ولم ألحظ ردود فعل متحفظة إلا محدودة جدا جدا ، لا تتعدى رأيين أو ثلاثة أبدت تخوفها أن يفسر بعض المعفي عنهم القرار بطريقة سلبية ويعود وإلى ممارساتهم الخاطئة ، ولكن هذا رأي غير دقيق إطلاقا ، ومن يعود فإن العقوبات بانتظاره ، فشكرا لأمير الشباب نواف الذي يظهر دائما اهتمامات متنوعة بإخوانه الرياضيين. في الوقت الذي استبخس فيه مليكنا مبلغ توسعة استاد الأمير عبدالله الفيصل بعد سماعه لمبلغ التوسعة كما شاهد الملايين من المشاهدين ذلك الحوار مع سمو الرئيس العام ، تظل وزارة المالية مكانك سر في عدم زيادة الاعتمادات للأنشطة الرياضية وللرئاسة العامة لرعاية الشباب ومشروعاتها وهو أمر لا أرى أعجب منه ، وحتى تأخذ الوزارة قرارا بالموافقة فإن هناك دورة إدارية طويلة جدا ومحبطة ، لقد استطاعت أغلب الأجهزة الحكومية الاستفادة من مرحلة الوفرة المالية التي تعيشها بلادنا في عهد مليكنا الغالي إلا رعاية الشباب التي تستخرج لها الأعذار من المالية بإسقاط مطالبات مشروعاتها بأسباب عدة ، والمفترض الآن في ظل التحركات الواضحة جدا والمثمنة لسمو الأمير نواف على كافة الأصعدة في مجالي الشباب والرياضة أن يدعم من خلال مشروعاته المخططة لصالح الشباب ، بل أن يتم التباحث معه عن الاحتياجات الحقيقية للرئاسة التي تخدم أكبر وأهم فئة عمرية في المملكة وهو ما يقوم به سموه بفكر لا مبالغة فيه متقدم جدا ، إنني أتأمل أن يتغير موقف الوزارة بالذات على ضوء الاستفسار الملكي الكريم وجدول التحركات التي أعلنها سموه ، ولعل التوجيه الملكي الكريم على خطة مشروعات وبرامج الرئاسة أن يجتمع سمو الرئيس العام بوزير المالية خير دليل على حجم العناية الملكية بالشباب ، فعادة ما يوجه المقام السامي الوزارة بدراسة ما يحول لها من الديوان ، وفي هذا تكريم لسموه وللرياضيين ولكني أرى وأنادي بأهمية زيادة مبالغ وعدد المشروعات المرفوعة تحوطا للعقود القادمة ولتطوير الموجود وزيادة المنشآت الجديدة لتعم كافة مناطق المملكة ، وتحسين البيئة الرياضية والارتقاء بمهارات الشباب عموما والانتفاع بوقتهم واستثمار طاقاتهم. أقولها مبروك للنادي الملكي الأهلي الذي استطاع الحفاظ على كأس الملك أمام النصر ، مضيفا الكأس ال12 في تاريخه ، لقد استطاع الأهلي بفكر الأمير خالد بن عبدالله أن يقدم موسما مميزا جدا لم ينقصه فيه إلا تحقيق كأس الدوري ، وما يعزي الرياضيين أن الذي فاز به فريق يستحقه هو الشباب.