فرضت طبيعة الحياة على الكثيرين البحث عن مصادر الرزق والعلم مهما شط مزارها. وبما أن مملكتنا الحبيبة مترامية الأطراف فإن آلاف الموظفين والموظفات والطلاب اضطروا مكرهين لمفارقة أسرهم لفترات طويلة ، كما أن أغلبهم يلجؤون إلى استغلال إجازة نهاية الأسبوع ، من الأربعاء إلى الجمعة ، في زيارة الأهالي واستكمال الأعمال الخاصة ، وليس من سبيل لعودتهم لمناطقهم سوى السفر جواً اختصاراً للوقت وتجنباً لمخاطر السفر برًّا ؛ فتجدهم يبكرون في الحجز ذهاباً يوم الأربعاء والعودة لمقار أعمالهم يوم الجمعة ، ولكن المؤسف أن رحلات الأربعاء في كثير من المناطق تكون صباحية!! ويضع هذا معظم الموظفين والدارسين في حرج مع مديريهم ، الذين يمنعونهم من الخروج قبل نهاية الدوام الرسمي! وفي أحسن الأحوال فإن المسافر سيودع مديره الغاضب يوم الأربعاء ويعود لمنطقة عمله أو دراسته ظُهْر الجمعة ذاكراً بقول الشاعر: يطرق السن على تلك الخطى=ثم ما سلم حتى ودعا!! أما إذا رفض المدير السماح له بالخروج مبكراً فهذا يعني أنه حُرم من التمتع بإجازته الأسبوعية بالكلية!! والسبب في ذلك يعود لعدم توافر رحلة بعد ظُهْر الأربعاء! بلادنا أشبه ما تكون بقارة ، ويستحيل على من يعمل أو يدرس بجازان أو أبها أن يسافر إلى الرياض أو الشرقية برًّا ، ويعود خلال يومين ؛ لذا فإن على الخطوط السعودية دراسة مواعيد رحلات الأربعاء والجمعة من جديد ، وجدولتها ؛ لتتناسب وإجازات الموظفين والطلاب ؛ حيث توفر رحلات بعد ظُهْر الأربعاء ، وفي وقت متأخر من مساء الجمعة ، هذا إذا كانت راحة الموظف والطالب السعودي تهم الخطوط الجوية العربية السعودية.