نعاني كرياضيين من قصور الفهم الصحيح بما يحيط بهذا الوسط الجميل من مشاكل وإشكاليات ، فأي مشكلة تعتري مجالنا الرياضي سرعان ما تدفعنا بحكم عاطفة الانتماء إلى التخاذل .. بل إنه أي هذا التخاذل غالبا ما يقودنا إلى المزيد من التعقيد. فكل هذا الزخم من الأخطاء ، وكل تلك الإشكاليات لانتمسك من خلالها بمعايير الحلول الموضوعية بقدرما نتمسك بمعيار العواطف ، فمثلا عندما تكون هذه المشكلة معنية بناد نحبه وفريق نعشقه نتحول إلى محامين نناضل بالكلمة وندافع بالعبارات ونقفز عن واقع الحقيقة إلى حيث واقع مختلف لا يخرج عن واقع التضليل. منذ عقود وعواطفنا الجياشة باتت سر انكساراتنا ، بأسبابها نتعاطف مع المخطىء ، وبأسبابها أيضا نعادي صاحب الحق .. وكل ذلك لمجرد هدف قصير هو حب النادي وتنفيذ ما يطلبه المتعصبون لشعاره في عمق المدرجات. الأزمات والمشاكل وجملة الأخطاء في مجال الرياضة دائما ما تمثل الاختيار الصعب لقدراتنا .. إعلام .. إداريون وحتى على صعيد الجمهور ، لكننا عندما نخوض غمار هذا الاختبار نخرج من ساحته كما يخرج الطالب البليد .. فالحصيلة حصيلة رسوب. قمة الألم أن نصبح مقصرين بحق رياضتنا الوطنية ، وقمة الأسى أن نكابر على أفعالنا المشينة التي تدين ولا تنصف والتي تثير الاحتقان لا أن تطفيء لهيبه المشتعل. نتألم ونحزن ، وهذا الألم ربما يكون كبيرا في مقبل الأيام إذا لم نسارع في تدارك مشاكلنا بحكمة العقل وبنظرة الصواب .. أو بالأحرى بأسلوب عادل ينصف من يستحق الإنصاف ويدين من يستحق الإدانة. لم نعد نحتمل المزيد من الإسقاطات ، ففي زمن البحث عن التألق لابد من حسم مثل هذه المشاكل حتى لا يتمدد نفوذها داخل المدرجات فتموت الروح الرياضية وتتحول إلى مفهوم عدائي يشتت ويفرق ويزيد من حدة التعصب. السؤال هنا وأمام هذا الواقع المرير ، هل نبدأ في محاسبة أنفسنا ونعيد لها التوازن عندما نتحدث أو نكتب أو نقرر ، أم أن معاناتنا مع هذه الإشكاليات ستستمر هكذا بلا هوادة؟ لا أعلم أين يكمن الجواب ومتى ، لكنني متفائل طالما أن شيئا من انفراج الأزمة والمشكلة رأيته في حضارية وروح الأمير نواف بن فيصل .. وهو يعلن عبر (تويتر) عن قناة تواصل مباشرة تجمعه بكل الرياضيين ، ذلك أنه عندما تكون المسافة التي ترتبط بالمسؤولين وأصحاب صناعة القرار قريبة من الجميع ، فذلك يعني بداية فعلية لبناء مناخ مغاير من شأنه الإسهام في بناء رياضة وطنية صحيحة وسليمة وخالية من التعصب يسودها الفكر الخلاق والمقترح المفيد والفهم بكلما تحتاج إليه لكي تنهض. أما عن مهمة الأهلي في طهران ، فالذي نتمناه أن يكون هذا السفير الرائع قادراً على تجاوز عقبة سباهان والعودة من أمام جماهيره الغفيرة بنتيجة إيجابية تؤهله لخوض دور الستة عشر على أرضه. هي صعبة ولن تكون سهلة هذا هو المؤكد ، لكن من يعرف حقيقة الأهلي ولاعبيه وإدارته سيدرك تماما أن هذا العملاق لها. بالتوفيق أخيرا للأهلي ، وبالتوفيق للهلال ، وبالتوفيق أيضا للاتحاد فيما تبقى لهم في الآسيوية التي نتمناها سعودية الشكل والمضمون .. وسلامتكم.