إذا كنتَ تطمح في الاستمرار والمنافسة الحميدة فعليك بقراءة ما تنتجه الحياة ، ولا تنس أنْ تُعيد قراءة نفسك قراءةَ استقصاءٍ وتَتَبع ، لا قراءة استهلاكٍ واقتضاب!! وعطفًا على ذلك ؛ فعنوان المقال هو أوَّل كلمة كتبتها وأنا أهمّ بعمل تصوّر عامٍ لتجديد هذا الملحق ؛ مع تفهمي الجيد أنَّنا نمرُّ جميعًا بمرحلةٍ حَرِجة في تأريخ الإعلام الورقي في ظلّ ما يقدِّمه الإعلام الرَّقمي بكلِّ ما يحمله من إشراقاتٍ جميلة وقبحيات مستهجنة ؛ فالرِّهان صعبٌ ، والمنافسةُ محمودةٌ وجميلة ، فالخيل تُدَارُ بفارسها والسَّفينة بربَّانها. على بركة الله .. نقولها في كلِّ ما يصدر عنَّا ففي الحركة بركة ؛ لأنَّ النَّوم على جنبٍ واحدٍ مدعاة لتهالك الجسد وتدمير أعضائه ، فالماء الرَّاكد يُحْدث العفن ويبعث على التَّأسن!! على بركة الله .. استحثثنا الخطى ، تارةً بالمشورة ، وتارة أخرى بالاجتماعات ، حتّى اكتست أنفسنا بهمِّ نحمله آناء اللّيل والنَّهار ، لا فكاك أبدًا من التَّغيير وإعادة ترتيب الأوراق ؛ سعيًا نحو المرحلة الراهنة بما تحملها من متغيّرات طالت كلّ شيءٍ من الصَّغير الذي لا يُرى إلى الكبير الذي يسدَّ الأفق. لقد حاول الملحق فيما مضى أنْ يحمل في داخله همًّا إسلاميًّا وسطيًّا معتدلًا ومنهجًا تعدّديًّا في الآراء والطّرح ، وأنْ يكون رافدًا وطنيًّا لتحقيق التَّكاتف واللّحمة بين أبناء الوطن الواحد ؛ من خلال طرح القضايا وتنوّيع الأسماء ؛ وفي هذه المرحلة سنسعى- بإذن الله- إلى تحقيق هذا الهدف في كلِّ باب من أبواب الملحق برؤية أكثر عمقًا بعيدًا عن أيِّ توجيهاتٍ إقليميِّة أو مناطقيِّة أو فئويِّة ، فالوسطيِّة التي نرنوا إليها واسعة في الاختيارات الفقهيِّة والمقاصد الشرعيِّة العليا نستشرفها من خاصَّة العلماء والفقهاء ، دون أن نغفل تلك الشَّريحة الواسعة والمؤثّرة من المثقَّفين والمفكِّرين لنعكس أنَّنا في وطنٍ واحدٍ يتّسع للجميع دون استثناء. على بركة الله .. كي نجعل من هذا الملحق ملحقًا تفاعليًّا .. تثقيفيًّا .. جاذّبًا .. رشيقًا .. شموليًّا. تفاعليًّا بعيدًا عن حمل أي رسالة ذات اتّجاه واحد ؛ لأنَّه تبادلي بين محرريه وقرّائه ، وتفاعلي بين كُتّابه ، وتفاعلي تبادلي في مواده. تثقيفيًّا بحيث يكون مصدرَ تثقيفٍ شرعيٍّ وواقعيٍّ ، من خلال اهتمامه بالفكر الدِّيني والإسلامي عمومًا مع تركيزٍ على فقه المستجدّات التي تتفاعل بشكلٍ واسع في بيئتنا المحليِّة. جاذبًا بحيث يتحقَّق فيه الإخراج الجيّد ، واللقاءات المثيرة ، والمواجهات الخاصَّة من خلال الطَّرح المهني بعيدًا عن المماحكات الفجَّة والسِّجالات العقيمة. ورشيقًا من خلال التَّركيز على قصر التّحقيقات ، والتّوازن بين جديّة وتقليديّة الملحق وبين رشاقة وجاذبية الصَّفحات دون ابتذال أو تكلّف ، فللملحق وقاره وحدوده التي لا يمكن له أن يتجاوزها مهما تجرّأنا في ملامسة بعض الخطوط الحمراء !! شموليًّا بحيث يتجاوز اهتمامه عن مجرد معالجة القضايا والموضوعات الإسلاميِّة المألوفة أو الشّرعيّة فقط ، إلى حيث اقتحام عوالم الشّباب والقصة الإنسانية ، وقضايا المجتمع. فعلى بركة الله نبدأ.