*هناك من يدعي .. ان الشباب السعودي .. لا يحب الاعمال الميدانية .. والمهن اليدوية .. هل يتحدثون عن حقيقة؟!.. ذلك حتى قبل تخرجي من الجامعة .. وحال اعتماد الادعاء كنهج .. في موسوعات اصحاب القرار .. يصبح الادعاء آفة .. ينم عن تخبط وظلم .. نحتاج إلى ابحاث علمية .. وليس إلى مقولات وشائعات .. ابحاث تحدد ابعاد التغيرات .. الحياة اصبحت اكثر تسارعا في كل شيء .. تغيرات بقفزات مربكة .. تتطلب بحوث علمية مستمرة .. قادرة على تشخيص المشاكل .. وتحديد الاحتياجات. *البطالة موجودة .. وحجمها يتسع .. في ظل البعد عن الابحاث العلمية .. وغياب قراءة المستقبل .. حل المشاكل بطريقة الاجتهاد تحقق الكوارث .. وتأجيل حل المشاكل يزيد من سوء الاوضاع .. والاوجاع .. والقلق .. والاحباط .. والفقر .. حتى تحقيق العدالة الاجتماعية .. يتطلب ابحاث علمية .. يخيفنا تراكم المشاكل .. وهذا يعطي الكثير من الاحتمالات في كل الاتجاهات .. ويزيد تساؤلات الغموض .. كنتيجة ، يزداد حجم الفجوة بين الشيء ونقيضه .. بين من يملك ومن لا يملك .. بين الغنى والفقر .. بين التعاسة والسعادة .. وبين الجهل والعلم .. ثم يأتي دور العواقب المخيفة. *الشاب السعودي يبحث عن حياة كريمة .. العمل الذي يوفر الحياة الكريمة .. لن يرفضه الشاب السعودي .. يرفض السخرة .. والاستغلال .. والقهر .. يرفض ان يكون مملوكا لارباب العمل .. يريد عملا يوفر متطلبات حياة افضل .. بحقوق واضحة .. بعزة نفس مصونة .. الشاب السعودي سيعمل حتى في مجال غسيل السيارات .. إذا حصل على كامل حقوقة .. الحقوق الواضحة .. مطلب ومفصل حقيقي .. وليس دعوة الشباب إلى ممارسة مهن .. في ظروف قاهرة وغير انسانية .. الشاب السعودي ليس استثناء .. الاستثناء من يطالب الشباب بالعمل في مهن .. بدخل يقل عن مصروف اطفالهم في الروضة .. الشباب السعودي مستعد لرعي الغنم حتى بشهادته الجامعية .. إذا اعطي دخلا يضمن الحياة بعزة وكرامة .. العمل ليس عيبا .. العيب اجبار شبابنا على اعمال لا تحقق متطلبات الحياة الكريمة .. في ظل الظروف المحلية السائدة. *هل السعودة حل منصف؟!.. السعودة على (عماها) ليست الحل .. السعودة بشكلها الحالي كارثة .. غياب العناصر المهمة يزيد الوضع تعقيدا .. لا تعطي حلا مقنعا .. أو تحل مشكلة .. السعودة في شكلها الحالي تعني تكديس الشباب في جهات بدون عمل .. فهل هذا مطلب؟!.. هل هو الحل؟!.. هذا الوضع لا يرضي اصحاب العمل .. ولا يرضي الشباب السعودي الباحث عن العمل .. أو حتى من حصل عليه بهذا الاسلوب .. كمثال .. اود توضيح وبجلاء .. التخبط والارتجالية في معالجة البطالة .. اكرر كمثال .. كم عدد المستشفيات والمستوصفات الخاصة في البلد؟!.. وعليه .. ما هي متطلبات هذه المستشفيات من الكوادر البشرية .. من العامل إلى اعلى الشهادات .. حتى اليوم لا يوجد أي برنامج لاحلال سعوديين بموصفات متطلبات هذه المؤسسات الصحية .. وهكذا مع جميع الجهات الاخرى .. كل ما في الامر هو صدور توجيهات الوزارات المعنية بضرورة السعودة .. فكيف يمكن توظيف السعودي على عماه في وظائف فنية .. تتطلب مهارات خاصة .. وقيم ومعايير؟! *الامر يتطلب استراتيجيات وخطط وبرامج .. تتبناها الدولة .. لتهيئة اولادها للعمل في كل القطاعات .. بعد تصنيف الكوادر التي تحتاجها جميع الجهات حاضرا ومستقبلا .. ثم الاعلان للشباب السعودي .. كل حسب مؤهله وقدراته .. من الابتدائي إلى الثانوي .. عن حاجتها إلى شباب للتدريب أو الدراسة في مجال هذه الاعمال .. ويتم تحديد مدة التدريب والدراسة .. ويتم تحديد المميزات والراتب .. وأيضا وصف للعمل في المستقبل .. وعلى الدولة الالتزام .. وضمان .. تنفيذ وعدها بعد التخرج .. وهكذا يمكن القضاء على البطالة .. وأيضا ضمان عمل الشاب السعودي في كل القطاعات .. وحتى الابتعاث يجب ان يخضع لهذا النهج .. اما ان يتم الابتعاث بشكله العشوائي .. فهذا يعني تكدس الشباب في تخصصات دون اخرى. *البطالة مشكلة .. وحلها اسهل مما يتصوره البعض .. ولكن هناك من يعمل عكس الاتجاه .. الدولة مسئولة عن توظيف هؤلاء الشباب .. في جميع القطاعات العامة والخاصة .. ولابد ان يكون هناك رؤيا لمتطلبات سوق العمل .. وهذا يعني طرح فرص العمل امام الشباب .. ليختار ما يريد .. وفقا لقدراته ورغباته التي يحددها بنفسه .. وفقا لبرامج تدريب ودراسة تؤهل لهذا العمل .. لضمان حياة كريمة ليس فقط لهذا الشاب .. ولكن لحياة اسرية قادرة على تأمين متطلبات الحياة مستقبلا .. بشكلها السهل والبسيط .. عمل يحفظ كرامة الجميع .. وانسانيتهم .. وحتى الدراسة الجامعية .. يجب ان تكون بشكل اشبه بالبعثة من الجهات المختلفة .. أي ان شاب يدخل الجامعة وهو يعرف اين سيعمل .. وفقا لاحتياجات جميع المرافق والاجهزة .. سواء في القطاع العام أو القطاع الخاص .. ويظل الحل لغزا يحير البعض.