تفاوتت ردة الفعل حول قرار حل اتحاد كرة القدم ما بين منتقد ومرحب فالأول لا يرى في صيغة القرار أكثر من مبرر لا يستهدف التصحيح بقدر ما يستهدف امتصاص هذا الغضب الذي اجتاح الوسط الرياضي بعد خروج منتخبنا الوطني من تصفيات كأس العالم. وبعيدا عما يقوله هذا ويتعاطاه ذاك لاتزال الرياضة السعودية تسير ولكن بلا منهج ودونما نظام ومصلحة النادي في سياقها هي مبتغى كل الطموح وغايته. سنوات والشق في ثوب الكرة السعودية أكبر من الترقيع وكلما حاولنا الخروج من مأزق الاخفاق عدنا اليه سريعا ليس ضعفا في المواهب وانما ضعفا في بنية العمل المحيط بهذا المجال الحيوي الكبير الذي منحت فيه المسؤولية هكذا ليس لمن هم الأكفأ وانما منحت هكذا لمن لهم سطوة الحظ والدعم اللوجستي الثابت والذي لا يقبل التغيير. نعم نحن متفقون على ان حل الاتحاد السعودي يعد خطوة جيدة لكنها أي هذه الخطوة ليست بالعصا السحرية التي على غرار اعتمادها ستنعم الرياضة بالمنجزات ذلك ان تغيير الاسماء وجلبها والتركيز على الكراسي لن يسمن ولن يغني الا إذا ما اقترن التغيير بتطبيق النظام وفرضه وعدم المساومة عليه. سنوات والانظمة عائمة في هذا المجال ما نقره اليوم ننقضه في الغد وما تراه الاندية صائبا تراه اللجان خطيئة وبالتالي وطالما ان فرصة التصحيح لاحت في أفق التغيير فمن المهم ان تصبح المرحلة القادمة مرحلة عمل وجهد ومثابرة اما العودة لقائمة الحرس القديم وأفكاره البالية فلن يحقق المأمول بقدرما يجرنا إلى المزيد المزيد من المعاناة. اليوم وليس الامس نحن في حاجة ماسة لفصل اتحاد الكرة عن الرئاسة العامة لرعاية الشباب على ان يكون هذا الفصل محفزا للتجديد ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب ليس من خلال عملية التصويت والاقتراع وانما من خلال المشروع الذي يقدمه كعربون لعضويته في هذا الاتحاد الجديد. هذا جانب الكل يتطلع اليه والجميع ينشده اما قضية سطوة الاندية ونفوذها ومجاملتها والتفاوت في التعامل بحسب الاسماء لا بحسب النظام فهذه تبقى قضية مزمنة يجب ان نتجاوزها سريعا بعد ان طفح كيلها وباتت تصدر لرياضتنا علة المرض. ليس بالعيب ان تخطيء لكن العيب المعيب ان تكابر على اخطائك. متى ما تعاملنا كرياضيين وفق هذه المقولة فمن الممكن ان يتعدل الحال ونصبح امام مستقبل مغاير عنوانه النجاح. استغرب من الأمير نواف بن محمد ان يحمل كامل الموسى كل تبعات الخسارة امام استراليا. أقول استغرب اعتقادا مني بأن لعبة كرة القدم لعبة تقوم على جماعية الاداء لا على الفردية وبالتالي من الخطأ ان يتم تحميل لاعب بمفردة مسببات الهزيمة. ما تحدث به نواف بن محمد صدمة لم نكن نتوقعها من رياضي له وزنه. كامل الموسى لا تهتم إلا بنجوميتك ما عدا ذلك فلا تهتم وسلامتكم.