الشباب الذي تأسس بقاعدة العمل المنظم مؤهل لأن يصبح من ضمن تلك القائمة التي خطفت الكأس الآسيوي وذهبت هناك لتقارع البرشا والأنتر وميلان. فالشباب الذي اعتاد على أن يكون رقما صعبا في معادلة الأقوياء هاهو يثبت لنا ولكل من تستهويه كرة القدم فهما وتحليلا وقراءة بأنه واجهة ثابتة يزهو بريقها الساطع ولا يمكن لهذا البريق أن تلغيه قوة المنافسين مهما كانت هذه القوة من كوريا أو حتى من كوكب آخر غير هذا الذي نعيش عليه. في كوريا عاد الشباب فائزا بثنائية ومستوى وروح وتضحية وثقة ولو لم يكن فكر (الخالدين) حاضرا لما تحقق الفوز ولما تحولت كل مساحات الإعلام إلى هذا الفريق السعودي الأنيق في نهجه والرائع في مستوياته ونجومه ونتائجه. نعم لم تنته المهمة ولم نضمن مع الشبابيين فرصة التأهل لكننا ومن خلال المعطيات التي قدمتها لنا موقعة جونبك الكوري واثقون بأن ليث البلطان وشبابه قادر على أن يضع له بصمة في النهائي. فمبارك للشباب ومع هذه التهنئة لفريق تستهويه ذائقتي أقول يا هلاليون انتظروا فلا زال للمجد بقية. الهلال الذي يمتلك وعي الإدارة ونضج اللاعب وقدرة المدرب وعشق المدرجات قادر على أن يجدد التاريخ ويضيف إليه مجدا آخر يكسر به حاجز الخمسين بطولة. بالأمس كل شيء كان حاضرا في الهلال وعندما يحضر الهلال بلونه ومدرجاته وحماس نجومه فالنتيجة المحسومة هي نتيجة الفوز والانتصار والتأهل. حضور الهلال وبرغم أنه حضور بطل يدرك ماله وما عليه إلا أن هذا الحضور لا يمكن له أن يلغي مخاوف الجمهور من قصور المدافعين وتهاونهم ولولا براعة الحارس حسن العتيبي لخرج الفريق وفي شباكه أكثر من هدف. منطقيا ثلاثية الغرافة هنا في الرياض نتاج رائع لكنه لم يجلب الآسيوية ولم يضع أقدام ياسر ورفاقه على أعتاب التتويج، فالتتويج طريق صعب وبلوغ مراده يحتاج للمزيد والهلال الذي نريده بطلا يجب أن يستوعب من أخطاء مدافعيه حتى لا تصبح بمثابة المرض المزمن الذي يصعب علاجه وعندها تذهب كل الآمال أدراج الرياح. أما عن حسن العتيبي فليس انتقاصا من ياسر والفريدي وأسامة وبقية النجوم عندما أقول هو نجم اللقاء وروعته. حسن أبدع وتألق وذاد عن شباكه ببسالة الأبطال وفي مثل هذه المواقف تظهر معادن الأبطال. برافو حسن العتيبي لقد كسبت الجولة وقدمت لنا ذات نجوميتك من جديد وبدأت في ترسيخها على طريقة الكبار. الجميل في الهلال أنه فريق يلعب بقلب رجل واحد إن توارت نجومية لاعب حضرت نجومية أخرى من دكة الاحتياط لتقول كلمتها. انظروا كيف غاب ويليهامسون وكيف حضر الفريدي وتمعنوا في كيف أجبرت الإصابة رادوي فتألق الغنام وشاهدوا في سيناريو وليد الجيزاني وعندها فقط ستدركون معي أن هلال شبيه الريح حالة خاصة لا تزال تتفرد بروعتها.. تفكر وتبتكر وتصنع وتضيف ومن يبتكر ويفكر ويصنع ويضيف لابد وأن تحتويه مساحات الإبداع وتقبله وسلامتكم !!