ذكرت الحياة (22 يناير الماضي) عدم رضا معالي الدكتور علي الغفيص (محافظ المؤسسة العامة للتدريب المهني والتقني) عن الجامعات السعودية التي ترفض قبول خريجي الكليات التقنية عند رغبتهم في استكمال دراستهم للحصول على درجة البكالوريوس. ومع كل التقدير لمعالي المحافظ فإن شعوري الباطن (والظاهر) يؤكد لي غلبة العاطفة على تصريح المحافظ ، إذ لو استبدل معاليه منصبه بمنصب مدير جامعة سعودية لفعل الشيء ذاته لأسباب عديدة أذكر منها اثنين أو ثلاثة. أول الأسباب أن أهداف وغايات برامج الكليات التقنية تختلف تماماً عن أهداف وغايات البرامج الأكاديمية الجامعية. فالأولى موجهة نحو (التدريب) ، وينفذها أعضاء هيئة (التدريب) لا التدريس. والفرق بين الاثنين شاسع ، حتى إن المؤسسة لم تعد تسمح بالابتعاث لأكثر من درجة الماجستير كون ذلك يحقق أهدافها ويفي بمتطلباتها. وعليه فالتأهيل الذي يحمله خريجكم يا صاحب المعالي لا يتناسب إطلاقاً مع البرامج الأكاديمية المتخصصة التي يرغب خريجكم في مواصلة دراسته فيها ، وهي هندسية غالباً. وصدقني صدقني لن يتمكن خريجكم إلاّ ما ندر (والنادر لا حكم له) من مواصلة دراسته في كليات الهندسة تحديدا لأن الأساس غير والمستوى مختلف. الثانية هي حقيقة أن لدى المؤسسة عدداً من الكليات التقنية الجامعية التي تمنح درجة البكالوريوس ، فلماذا لا يتقدم لها خريجو الدبلوم الراغبين في المواصلة ، وعندها سيكون (سمنكم في عسلكم) ، وتكتفون شر جامعات وزارة التعليم العالي ، واشتراطاتها (المعقدة). الثالثة: لا يصح أن تكون برامج الكليات التقنية دون الجامعية مشاريع التفاف حول الشروط التي تضعها كليات الهندسة أو غيرها لطلابها أصلاً ، والتي غالباً ما يعجز طالب الكلية التقنية عن استيفاء جزء منها ، ولو أنه استوفاها أصلا لما تردد في الالتحاق بها مباشرة دون المرور على كلياتكم الموقرة. وأخيراً يا معالي المحافظ قضية المجتمع الكبرى اليوم (وأنتم خير من يدرك ذلك) ليست مزيداً من حملة درجة البكالوريوس ، ولكن توطين ملايين الوظائف ، وقدر كبير منها لا يتم إلا عبر تخريج أيد عاملة مؤهلة تأهيلاً جيداً من كلياتكم العامرة ، فافعلوا بارك الله فيكم!!