لماذا تُعد دولة بحجم روسيا حتى تاريخه من دول العالم غير الأول؟ بالرغم من قوتها الاقتصادية نسبياً ، وعضلاتها العسكرية المفتولة ، ومساحتها الشاسعة المترامية ، وثروتها البشرية الهائلة؟! الجواب لأن لديها من خصائص العالم الثالث الشيء الكثير خاصة في مجال السياسة! فهذا بوتين لا يريد أن يتزحزح عن كرسي الحكم قيد أنملة. بوتين حكم روسيا لمدة 8 سنوات (2000-2008) ، أي عاصر بوش الابن الذي غادر غير مأسوف عليه. ثم حلّ أوباما محل بوش ، ليزامله بوتين رئيساً للحكومة في روسيا ، لأن الدستور لا يسمح له بالمواصلة إلى الأبد ، فرأس الحكومة ورأس رئيس البلاد الذي كان (خشخيشة) في يده. اليوم يقف بوتين على أعتاب العودة مرة أخرى رئيساً فعلياً للبلاد. طبعاً ليس لشعبيته الطاغية ، ولا لقيادته الفذة ، ولا لعبقريته النادرة ، وإنما لأنه استعان بتماثيل من أشباه (أحمد عز) وزبانيته غير الكرام لا في الدنيا ولا الآخرة إن شاء الله. المزورون الروس اكتفوا بنسبة 49% فقط ، أي 238 مقعداً من أصل 450 في مجلس الدوما الذي يشرّع ويختار رئيس الدولة كما رئيس الحكومة عبر الأغلبية فيه. بوتين يريد اليوم فترة رئاسية جديدة تمتد هذه المرة 6 سنوات ، يعقبها 6 سنوات أخرى بفضل آلية التزوير نفسها. وهكذا يصر هؤلاء الملتصقون بالكراسي على استمرار عملية اللصق إلى أن يتم الفصل بالموت ولا شيء غير الموت!! ومهما فعلت هذه الدول ، فستظل أسيرة التصنيف الأدنى لأن اللجوء إلى تزوير الأرقام وطمس الحقائق وإظهار الصوت الواحد باستمرار ، لن يقنع الآخر بكامل الثقة في النظام مهما قال ومهما عاد. بقي على الشعب الروسي أن يقول قولته ، وأن يرفض تزوير إرادته وحجب خياراته. وكذلك كل الشعوب الحية التي ثارت أو ستثور يوماً ما لأنها ستصيح بأعلى صوتها: كفى كفى!! آن للشعوب الحية أن تلفظ أمثال هؤلاء الذين يفترضون أن الكون لا يدور إلاّ بوجودهم ، وأن تقدم بلادهم لن يحدث إلاّ في ظل قيادتهم ، وأن النهضة ليست إلاّ من صنيعهم. أولئك الذين ضلّت أعمالهم في الحياة الدنيا ، وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا! تباً لهم .. وسحقا لهم!!