منذ أن تواصلت معه وكيلاً لوزارة الإعلام التي كان وزيرها الدكتور (محمد عبده يماني) وأنا أرى قلبه مفتوحاً ، كنت في ذلك الوقت على علاقة بوزارة الإعلام من خلال بعض البرامج الإذاعية التي كنت أقدمها من إذاعة البرنامج العام (الرياض) وإذاعة القرآن الكريم ، مثل برنامج (فيض الخاطر) و (قراءة من كتاب) و (من ذاكرة التاريخ) ومن خلال تعاون في بعض البرامج التلفازية ، فقد كنت أعد وأقدم برنامج (آفاق ثقافية الأسبوعي) ، وأشارك في برنامج (المجلة الإسلامية) الذي كان يعده ويقدمه الدكتور الراحل (عبدالقادر طاش)- رحمه الله- ، ثم من خلال تقديم برنامج (الحمد لله) الرمضاني ، وتقديمي لمسابقة رمضان للكبار على مدى عامين. كانت هذه العلاقة بالوزارة سبباً في التواصل مع وزير الإعلام الدكتور محمد عبده يماني - رحمه الله - ومع وكيل الوزارة الدكتور (عبدالعزيز خوجة) - جمع الله له بين الأجر والعافية-. لقد تعاملت مع (قلبين بشريين مفتوحين) هما قلبا الوزير ووكيل وزارته ، فما أظن أحداً تعامل معهما إلا ووجد أمامه قلبين مفتوحين على مصراعي التواضع ، وحسن التعامل ، ولين الجانب ، فما يجد من يحتاج إلى مراجعة أحدهما صعوبةً في التعامل معهما مهما كانت وجوه الاختلاف ، وهذه صفة جميلة جليلة تستحق أن تذكر فتشكر ، وأن يدعى إليها كل من يحمل مسؤولية عامة في وظيفة أسندت إليه صغيرة كان أم كبيرة. حينما تلقيت خبر إجراء عملية القلب المفتوح لأبي محمد وزير الإعلام السعودي د. عبدالعزيز محيي الدين خوجة ، تبادر إلى ذهني عنوان هذه المقالة ، فأنا أعرف قلبه مفتوحاً للجميع على اختلاف مشاربهم وأفكارهم ، فما يسمعون منه إلا أهلاً وسهلاً ومرحباً ، وما يجدون مشقة في طرح ما لديهم من آراء أو مشكلات ، لأنه قلبه مفتوح (للجميع). نعم ، إنها عملية مشهورة طبياً بهذا الاسم ، عملية القلب المفتوح ، ولكنها في حالة الدكتور عبدالعزيز تحمل معنيين ، القلب المفتوح بمنشار الأطباء لمعالجة شرايينه ، والقلب المفتوح بالتواضع ولين الجانب واستقبال الناس بابتسامته وبشاشته وترحيبه. في لقاءاتي المباشرة مع أبي محمد لم يكن يخلو المقام من نقاط اختلاف واضحة في أساليب الإعلام وقضاياه ، ولكنه كان يقابل ذلك كله بقلب مفتوح. أقول له: لا بأس عليك طهور إن شاء الله أبا محمد.