يقرأ ويشاهد كثير منا تكرار كلمة (تضخم) وذلك يعود إلى أسباب كثيرة تبدأ بانخفاض سعر الدولار ، وأزمة اليورو ، وصولا إلى ارتفاع التربة التي نمشي عليها من عقار وأراضي ، وبالتالي الإيجارات. فلو نظرنا إلى الأنموذج المعروف في قياس الاقتصاد الغربي وجدناه يعكس الحياة الاجتماعية للناس بمعناها الشامل ، وكذلك التضخم الغربي يعلن عدد العاطلين بدقه وبشكل دوري ، ويعتمد على الدقة وشمولية العينات الممسوحة. لكن لو نظرنا إلى التضخم في بلدنا نجد القياس مع غلاء المعيشة مرتبطا بنسبة الدهون في البطون ، فهنا نعلن نسبة العاطلين بنسبة تقدم الانتفاخ (الكرشي) في بطون المستهلكين ، وكذلك الدقة والشمولية في مقاس أحزمة الرجيم وزيارة أطباء الطب الشعبي وعيادات التخسيس!. وقد اطلعت على نسبة البدانة في المملكة عام 2004 فوجدتها %66 للذكور و58 للنساء، فلو قورن بين ذلك التضخم (الكرشي) في ذلك العام وبين غلاء المعيشة حاليا لكان من المفترض أن تقل نسبة التضخم الدهني. لدينا مقارنة بالتضخم المعيشي ، فلو قمت فقط بزيارة أحد المجمعات التجارية والنظر إلى الكتلة الجسمانية بين الناس ، لوجدت أن الكرشة تتقدم صفوف المستهلكين! ، ومن المؤكد أن ذلك يعود أيضا إلى السبات العميق بعد الوجبات وعدم الحركة ، فلا تستغرب أن تجد في شارع واحد أكثر من عشرين مطعما ، وبين كل مطعم وآخر عيادة أسنان أو مستوصف خاص ، وكذلك تجد مسجد الحي يلاصق منازلنا ونقوم بتحريك السيارة عدة أمتار فقط لكي ندخل المسجد لأداء الصلاة ، فأصبحنا قوماً لا نشبع حتى نأكل وإذا شبعنا أكلنا!. وقفة : قال حكيم لا تأكل كثيرا فتشرب كثيرا فتنام كثيرا فتخسر كثيرا!.