نعرف تماماً أن رهان المستقبل الإعلامي معقود على الشبكة العنكبوتية ، وأن تطوراتها التقنية المتسارعة لن تبقي لما سواها فرصة للمنافسة عما قريب ، وعما قريب هذه لا يمكن تقديرها زمنياً بدقه في عالم اليوم المتقدم الذي ما زالت كل وسائله التقليدية تعمل إلى جانب هذا العالم الافتراضي وتتلاقح معه وتستفيد منه وتفيده ، أمّا في عالمنا العربي الذي ما زال يحبو خلف العالم المتقدم في كل شيئ تقريباً، فإن زمنه يجيئ تالياً ، بمعنى أنه بعد أن ينفض العالم المتقدم من مراسم تأبين وسائل النشر التقليدية لديه ، ستبدأ في عالمنا الثالث ردة الفعل تأخذ طريقها التدريجي نحو التحول الى ما سبقنا إليه الآخرون. واليوم تنطلق صحيفة (الشرق الإليكترونية) بشكلها ومضمونها اللذين نرجو أن يكونا متميزين ، لنؤكد من خلالها على أمرين : الأول : مواكبة التقنية الحديثه المتطورة في النشر الصحفي بكل أدواتها ومعطياتها وتطوراتها من أجل أن تكون صحيفة (الشرق) حاضرة وملبية لتطلعات المتلقي ونهمه لمعرفة الجديد أولا بأول ، واستعداداً لمستقبل تكون فيه هذه التقنية هي البطل الأوحد في ميدان النشر. الثاني : أن الرهان كان وما زال وسيظل قائماً على المضمون وهو رهان يعد تحديا مهما أمام أي وسيلة نشر ، لكنه يضع أمام صحيفة (الشرق .. الورقية) القادمة في 5 ديسمبر القادم تحدياً أضخم يحتم عليها أن تتميز مضموناً عما يرد في شقها الاليكتروني وتتكامل معه وتتفاعل مع قرائها من خلاله ، سيما وأن عامل الزمن قد حسم المعركة مبكراً لصالح النشر الإلكتروني الحاضر في متناول المتلقي لحظة بلحظة ، ولم يتبقَ لوسائل النشر التقليدية الأخرى وفي مقدمتها الصحف الورقية سوى البحث عن مضمونها الخاص الذي تشد به قارءها ، بحيث ترتقي إلى مستوى تطلعاته في التحليل والرأي وغيرهما من الفنون الصحفية المتاحة. لقد اجتهد فريق (الشرق الإلكتروني) ليقدم لقرائه ومتابعيه خطوته الأولى اليوم ، وهي خطوة افتتاحية ستتبعها خطوات أكبر وأعمق بتفاعلكم وتطلعاتكم ومقترحاتكم ، كما أن فريق (الشرق الورقي) يستعد هو الآخر ليقدم لكم إجتهاداته وجهوده قريباً ، وكل ذلك جرى ويجري في زمن قياسي لم يتجاوز بضعة أشهر ، وكله من أجل تقديم أنموذج إعلامي يتطلع فريق صحيفة الشرق (إليكترونياً وورقياً) أن يكون منسجماً مع قامة وطننا الشامخة في شتى مجالاته السياسية والاقتصاديه والاجتماعية ، في ظل قيادته الرشيدة التي لا تألوا جهداً في سبيل رفعته وتقدمه ، ودعم كل مشروع يخدم تطلعات أبنائه ، ويحقق طموحاتهم ، والله الموفق. --------------------- رئيس تحرير صحيفة (الشرق) السعودية. صدرت صحيفة (الشرق) الإلكترونية 11 / 11 / 2011م وهذه المقالة هي إفتتاحيتها. ستصدر صحيفة (الشرق) الورقية في 6 / 12 / 2011م بإذن الله .. وبالتوفيق.