سؤال بديهي ، هل كنا في حاجة لأن يحدث ذلك الحريق الذي أودى بحياة معلمتان وإصابة 59 من الطالبات في إحدى المدارس بمحافظة جدة بحروق واختناقات وسقوط عدد منهن عبر النوافذ ، لنفجع بعد ذلك بتسعة عشر ساعة في وفاة ثلاثة عشر طالبة وسائقي المركبتين بمنطقة حائل ، وبالتالي نعود إلى المربع الأول ألا وهو عدم توفر وسائل السلامة في المدارس ، وتلك الحفر التي تعد بمثابة شراك تخاتل السائقين في الكثير من الطرق التي لم تجد حظها من الصيانة المستمرة؟! تصريحات المسؤولين لاتعنيني ، فالمسؤول الذي لايخطئ لايعمل هكذا يمكن تبرير الأمر ببساطة عندما نعجز عن وجود مانبرر به فواجعنا ، ولهذا تلك الأخطاء البشرية الغير مقصودة بطبيعة الحال نتاج خطأ في عمل المسؤول الإداري بعد أن استنفد كافة ملاكاته الإدارية. قطعاً لست من هواة الاصطياد في مثل هذه الكوارث ، برمي أسباب ماحصل على جهة ما اتضح أن اشتراطاتها في مباني مدارس الطالبات وفي وسائل النقل الخاصة بهن تحتاج إلى إعادة نظر ، ولا آمل أن يكون هناك كبش فداء ، فما حدث فيه من الإشارات مايكفي لأن تتغير منظومة العمل الإداري في الإشراف والمراقبة. ولأن الشيء بالشيء يُذكر ، هاهو الربيع العربي -بطبيعة الحال الفصول السياسية من الممكن أن تكون شهراً أو دهراً- بعد ان اجتاز حالة المخاض الأولى ، ثم دخل في مرحلة الولادة المتعسرة ، هاهو يحتاج في بعض الأمصار إلى عملية قيصرية. فلك الله أيها المواطن العربي ، كم أنت في حاجة لمن يخاف الله فيك ، فمن التقصير في توفير أبسط وسائل الأمن والسلامة ، والرعاية الصحية الكاملة ، والتعليم الذي لايحجر على العقل السياحة في ملكوت الله تعالى ، والأمن الذي يؤمن الناس على حياتهم وممتلكاتهم ، إلى جعل التنفيس عن الشعوب أداة عمل وبناء للأوطان مهما تبدلت الأحوال.