*** التعصب في اللغة : هو عدم قبول الحق عند ظهور الدليل بناءً على ميل إلى جهة أو طرف أو جماعه أو مذهب أو فكر سياسي أو طائفة بصورة تتغلب فيها العاطفة على العقل ، بينما مرادي في مقالتي هذه هو التعصب الرياضي (الكروي) ، الذي فرق شملنا وجعل البعض منا يضمر الحقد في نفسه على أخيه المسلم العربي الذي قال فيهم الرسول صلى الله عليه وسلم عَنْ أَبِي مُوسَى ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ : (الْمُسْلِمُ لِلْمُسْلِمِ كَالْبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا) ، وقال أيضاً : ((مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثلُ الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائرُ الجسد بالسهرِ والحمى)). *** نحنُ نتفق أن الرياضة بشكلٍ عام وسيلة لإسعاد الناس وأنها تغرس الحب والأخوة والتعاون بين روادها ، وفي المقام الأول هي بناء للجسم السليم . فهي ليست بالأهمية الضرورية الأولى في حياة المجتمعات (العربية) ليفرح أو يحزن من أجلها ، أو يحب أو يكره ..... فهناك ما هو أولا وأهم!!! *** التعصب الكروي من وجهة نظري نوعان : الأول : تعصب إيجابي وهو الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضيه ، فلو اختلفنا في ميولنا الكروي ، فلن نختلف في أنه لا إله إلا الله ، ولن نختلف في أن رسولنا واحد وأننا أبناء وطن واحد ووو. الثاني : تعصب سلبي وهو أن يتمسك الفرد برأيه وقد يصل هذا التعصب إلى التجريح في الآخرين ، فهناك الكثير من المشجعين الذين يتطاولون بقذف الألفاظ البذيئة على بعضهم لأن فريقهم هُزم بل تصل إلى رفع الأيادي ، أو إلى ما هو أبعد من هذا ، عجبي! *** لنا أن نتساءل؟ من يتحمل المسؤولية في وجود التعصب الكروي بشكل عام؟؟؟؟؟؟ سؤال يحمل بين طياته كثيراً من علامات الاستفهام ... ويحتمل بإجابته إلى إجابات عديدة ، ولكن من أكبر وأعظم الأسباب ((الإعلام)) وبخاصة المقروء منه فله أثر سلبي كبير ، فهو ينقل لنا ذلك التعصب بصور متعددة وبطرق متنوعة .. وذلك على شكل أخبار وتصريحات وكتابات ينقلها ويكتبها ويعدها أشخاص حسب ما يمليه عليه ميولهم المتعصب فتفوح من خلال تلك الكتابات رائحة التعصب وقد يظهر ذلك من خلال العناوين التي تسم تلك الكتابات و الأخبار والتصريحات. فهل يعتني الإعلام بمجابهة تلك العواصف و السيول التعصبية التي تجرف بعض من الأخلاق بين الناس وتبقي الجو قاعاً صفصفا. *** هل يمتد مدى التعصب ليصل إلى أن يضر الشخص المتعصب؟ من الممكن أن يسبب التعصب أضراراً صحية و نفسيه ومشاكل وعداوات بين الأحباب. *** أطلقت منظمة الصحة العالمية صيحة تحذير من مخاطر حالة الهوس الكروي التي تنتاب جماهير اللعبة الشعبية الأولى في العالم ، وطالب خبراء المنظمة بوضع لافتات بالملاعب وعلى شاشات التليفزيون طوال لحظات بث المباريات تحمل عبارة ، ((التعصب الكروي ضار جداً بالصحة)) كما هو الحال مع التدخين. وكشف الأطباء أن الركلات الترجيحية تصيب جماهير الكره بالأزمات القلبية والجلطات المخية بينما تقف ضربات الجزاء سبباً وراء الإصابة بالذبحة الصدرية وأمراض القولون وقرحة المعدة والأمراض النفسية. *** والسؤال الذي يطرح نفسه الآن ما علاقة ركلات الجزاء بالإصابات بالأزمات القلبية أو السكتات الدماغية أو أمراض القولون؟ يجيب الدكتور أسامة عبدالعزيز أستاذ أمراض القلب بطب القاهرة قائلاً : كرة القدم هي اللعبة الشعبية الأولى في العالم ، وفي كثير من البلدان تحظى كرة القدم بشعبية هائلة مقارنه بغيرها من الدول ، وتشهد تعصباً وحماساً زائداً للمنتخبات الوطنية في البطولات الدولية ، ومع الجو المشحون بالحماس والاهتمام والانفعال والتوتر لسير نتائج تلك المباريات تحدث تغيرات مهمة وخطيرة في جسم الإنسان حيث يزداد إفراز هرمونات التوتر من الغدد الصماء إلى الدورة الدموية ، وبالتالي يزداد إفراز هرموني (الأدرينالين) و (النوأدرينالين) الذي يفرز من لب الغدة فوق الكلوية ، وهرمون (الكورتيزون) الذي يفرز من قشرة الغدة فوق الكلوية ، وازدياد إفراز هذه الهرمونات قد يؤدي إلى سكته قلبيه. *** علاج التعصب الكروي : * إيقاف كتاب الغفلة أصحاب المستوى التعليمي المتدني ذوي الفكر المحدود المنتشرين بالقنوات والشبكة العنكبوتية والصحف اليومية. *إيقاف التصريحات الجارحة من بعض رؤساء الأندية وأعضاء الشرف واللاعبين. وأخيرا أقول هل ستعود فلسطين عندما تحقق أحد البلدان العربية كأس العالم؟ قولو معي يا أماااان الخائفين