الحضارة عقل .. ليست سيارات فخمة ، وذهباً ومجوهرات ، وعمائر وقصوراً .. وناطحات سحاب .. الحضارة ليست تقنيات ، وملابس أنيقة .. الحضارة ليست مناصب .. وكراسي دوّارة .. ليست حتى شهادات .. مهما علا شأنها .. ليست سباحة .. وسط بريق المنتجات الحديثة وتداولها .. الحضارة اكبر بكثير .. نعم الحضارة عقل .. ونسأل: هل العقل الحضاري موجود بيننا ؟!.. هل هو موجود .. يعتلي منصّات المناصب والمسئولية ؟!.. هل نملك هذا العقل الحضاري ؟!.. هل تلد نساؤنا عقولاً حضارية ؟!.. هل نربّي العقول بشكل حضاري ؟!.. أترك الأجوبة لكم .. تعلمون أن جودة الانجاز من جودة المسئول. هناك حِزم جائرة من الأسباب .. تقود إلى ممرات تُسلب العقل قدراته .. وتعطل نفوذ المنطق .. تقود إلى ملامح غير سويّة .. أرجو أن يكون (كلامي) برداً وسلاماً على القلوب العربية .. قبل أن يعتريها شبح الموت وهي حيّة .. تصبح وظيفتها العظمى النبض بعلامات التساؤل والتعجب .. لم نعد نعرف اتجاه بوصلة بعض المسئولين ومهامهم. كرامة الفرد مطلب حضاري.. الديانات عبر تاريخها الفلسفي تعزز كرامة الفرد .. نتساءل من قمم فوضى الأوضاع .. كيف يمكن تحقيق كرامة المواطن ؟!.. نسأل كل مسئول .. نعرف الإجابة كأفراد .. (لأننا) نعاني .. كل فرد يعرف حدود كرامته .. ويعرف متطلباتها .. هل تتحقق الكرامة بتحقيق احترام الفرد ؟!.. اعتقد ذلك .. في الكشّافة تعلمت أن الكبير يعطف على الصغير .. وان الصغير يحترم الكبير .. ونسأل من هو الكبير ؟!.. ومن هو الصغير ؟!.. بل ماذا يعني أن تكون مسئولاً ؟!.. وحتى لا نبوح بما لا يُباح .. نتعجب من بعض المسئولين .. لا يخرجون عن حالتين .. الأولى: مسئول لا يستحق منصبه .. الثانية: مسئول يحمل قلباً ميتاً لا يحسُّ بمعاناة الناس .. كنتيجة احترام الناس مفقود .. بعضهم يعاني من الحالتين .. بدرجة ممتاز .. مع مرتبة الشرف. نسأل الأساتذة العظماء: لماذا تُحمّلون المواطن نقصكم .. وجهلكم .. وتقاعسكم .. وقلة أمانتكم في أداء العمل .. وخيبتكم مع تنفيذ كل مشروع ؟!.. نسأل لنمسح علامة التعجب والتساؤل .. أصبحت جزءاً من حياتنا معكم .. متى تحترمون المواطن ؟!.. متى تستشعرون قيمته وثقله الإنساني ؟!.. المواطن هو الطبيب .. المدرس .. رجل الأعمال .. العالم .. العسكري .. الطالب .. الموظف .. إلى آخر القائمة .. المواطن قيمة إنسانية بنفس كرامة وعزة النفس .. لماذا تتمادون في إزعاجهم .. من خلال الخدمات الناقصة والمتهالكة في كل مجال ؟!.. هؤلاء الناس كرامة يحب أن يحافظ عليها المسئول ، كجزء من مهام عمله ومسئولياته .. لماذا يتم تحميل المواطن غثاءكم وجهلكم وتقاعسكم .. وفسادكم .. وسوء إدارتكم .. البعض يشكّل عبئاً على الوطن والمواطن. خذوا هذا (أخيراً) كمثال .. انتظرنا سنين من المعاناة على الطريق الساحلي بالدمام .. ثم جاء الفرج ب(نفق) الميناء .. وقلنا ستنتهي المعاناة .. وبعد اكتمال التنفيذ .. اتضح أن النفق وضع لخدمة الشاحنات التي تتعامل مع الميناء .. ثم تفاقم الوضع السيئ مع هذه الطريق .. كنتيجة .. تحركت دماء الخجل عند الجهات المسئولة .. قرَّروا مشكورين بناء (كوبري) فوق النفق .. كنتيجة ، لابد من إعادة موّال التحويلات .. وإدخال المواطن في دوامة جديدة من المعاناة ستستمر سنوات .. ويتفهّم المواطن هذا الوضع رغم مرارته. الأمر الذي يُشعرنا بالتخلّف والإحباط.. والبهدلة والإهانة .. هو حال (التحويلات) البديلة .. لماذا تضعون (المطبّات) العاتية في بطن هذه (التحويلات) ؟!.. (مطبّات) قبل تقاطع سكة الحديد في (التحويلة) الجديدة .. لماذا يا عباقرة القهر والبهدلة ؟!.. هذه (المطبّات) جعلت السيارات تمتد في طوابير الانتظار .. خاصة في ساعات الذروة .. فقط من اجل أن تجتاز هذه (المطبّات) العملاقة بكل بطء .. أليس هذا عملاً مهيناً للمواطن ؟!.. لماذا تلقون بفشلكم في إدارة (التحويلة) على ظهر المواطن ؟!.. وعلى حساب وقته وراحته ؟!.. الطريق السابق قبل (التحويلة) ولعقود طويلة كان بدون (مطبّات) في وجود تقاطع سكة الحديد .. نسأل ما الذي تغيّر أيها المسئول ؟!.. هل فكرتم في كرامة المواطن وراحته ؟!.. لماذا تغيب هذه الكرامة عنكم ؟! ليت الأمر توقف عند هذا الحد .. لكن (التحويلة) الجديدة وكالعادة مع كل المشاريع المماثلة .. لم تُحقق أيضاً الاحترام والراحة .. هذه (التحويلة) بطولها الممتد إلى جامعة الدمام تحتاج إلى سفلتة ناضجة .. تحترم المواطن وعقله ومشاعره .. لماذا كل هذه الحُفر و(المطبّات) .. بعرض المدينة وطولها .. أفيقوا .. خدماتكم فجّة .. لم توفر الرّاحة .. نحتاج إلى مسئول يعي أهمّية احترام المواطن .. من خلال إتقان أداء الأمانة والمسئولية .. في وجود هؤلاء المسئولين المتقاعسين تصبح الحضارة عبئاً كبيراً على المواطن .. نبحث عن كرامتنا من خلال احترامنا كمواطنين.. المسئول الرشيد قوة وهيبة .. لصون كرامة الوطن والمواطن.