في العام 2006 وضع خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- حجر الأساس لجامعة الباحة ، ومنذ تلك اللحظة بدأ العمل في بناء المدينة الجامعية ، ولكن الإنجاز كان يسير بسرعة السلحفاة ؛ فبعد مرور خمس سنوات عجاف على انطلاق العمل أعلنت الجامعة انتقالها إلى المقر الجديد الذي لم يكتمل فيه سوى مبنيين فقط!! ولهذا بدأت الدراسة هذا العام بألفين من طلاب السنة التحضيرية دون الطالبات ، أي أن الجامعة بعد مرور نصف عقد لم تتمكن من تجهيز مقر يكفي لاستيعاب الطلاب والطالبات المقبولين في السنة التحضيرية ، وعددهم ثلاثة آلاف وتسعمائة!! وهذا يعني أنها بحاجة إلى نصف عقد آخر حتى تتمكن من استيعاب جميع المقبولين والمقبولات في السنة التحضيرية فقط!!.. (هذا الإنجاز ولا بلاش)!! غالبية طلاب وطالبات جامعة الباحة يدرسون الآن في مقار لا تليق بطالب الجامعة ؛ فبعضها عبارة عن قصور أفراح مستأجَرَة ، أو مبان قديمة متقاربة يُربَط بينها بجسر حديدي للانتقال عبره من مبنى لآخر ككلية بني سار للبنات ، وبعضها الآخر يقع على أعلى قمم جبال الباحة ككلية شهبة المجاورة لغابة شهبة وكلية رغدان المجاورة لغابة رغدان ، وقد اشتُقَّ اسما هاتين الكليتَيْن من اسمَيْ الغابتين المجاورتين لهما ، وهاتان الغابتان مشابهتان تماماً لغابة السودة بأبها ، وتعتبران من الأماكن التي يقصدها السياح في الصيف لبرودتها ، وهذا يجعلهما من أشد بقع الباحة برودة في الشتاء ؛ ما يحول كليتيهما إلى ما يشبه الثلاجات الضخمة!! كما أن الطرق المؤدية إليهما منحدرة ، والمواقف المخصصة لهما ضيقة جداً!! ولا شك أن مثل هذا الوضع يحتم على إدارة الجامعة أن تضاعف من جهودها لإنجاز المقر الجديد. قد يقول البعض : إنك تبالغ كثيراً. فأقول : لقد تم إنجاز جامعة الأميرة نورة بالرياض خلال عامين فقط ، وكلنا يعلم ضخامة الإنجاز في تلك الجامعة التي أشبه ما تكون بمدينة ، وفي هذا العام أعلنت الجامعة قبول أكثر من ثمانية آلاف طالبة!! بينما تقف جامعة الباحة بعد خمس سنوات عاجزة عن استيعاب طلاب وطالبات السنة التحضيرية!!