عندما تنظر إلى موقع كليتَيْ البنات ب(رغدان) و (شهبة) التابعتين لجامعة الباحة ، اللتين أُقيمتا على سفحَيْ جبلين مرتفعين ، فسيتبادر إلى ذهنك أن يكون هذان المبنيان أبراجاً للملاحة الجوية أو قلاعاً عسكرية!! وستتساءل عن السبب الذي جعل جامعة الباحة تختار هذين الموقعين المرتفعين لتقيم عليهما بنيانَيْن تدرس فيهما الطالبات!! فمن المعروف أن منطقة الباحة شديدة البرودة ، وكلما زاد ارتفاع الموقع الذي يُقام عليه المبنى يصبح عرضة للتيارات الهوائية الباردة ؛ ما يؤدي إلى خلق جو تعليمي غير صحي!! أما الطرق المؤدية إلى الكليتين والازدحام الذي يحصل أمامهما كل صباح ومساء فله حكاية لا تنتهي!! في أيام الشتاء التي تنخفض فيها درجات الحرارة إلى ما يقارب الصفر!! يصبح من الصعب على الطالبات التنقل بين مباني الكلية التي تبعد عن بعضها بعضاً!! وذلك بسبب الرياح الشديدة والضباب والأمطار!! بينما يقبع القائمون على جامعة الباحة في مكاتبهم المزوَّدة بأحدث وسائل التدفئة!! معاناة أخرى تواجه طالبات الجامعة : القائمون على تشغيل المرافق المخصصة لتوفير الإفطار للطالبات يبالغون كثيراً في أسعار الوجبات المقدَّمة!! ففي داخل الكليات تنخفض القيمة الشرائية للريال السعودي إلى درجة غير مسبوقة!! كما أن تضخم الأسعار يزداد بشكل محموم!! فكأس الشاي يُباع بثلاثة ريالات ، بينما يرتفع سعر العصير من ريال إلى ريالين!! ومراكز التصوير داخل الكليات لم تكن بمنأى هي الأخرى عن موجة الغلاء التي لم تترك بضاعة إلا وأتت عليها!! سؤالان لا ثالث لهما : أليس من الواجب أن تُشكِّل جامعة الباحة فريقاً متخصصاً لدراسة الحالة الجوية داخل هاتين الكليتين ، وخصوصاً في فصل الشتاء ؛ ليتبين لها مقدار ما تعانيه الطالبات والمعلمات أثناء فترة الدراسة؟! ثم لماذا تتغافل الجامعة عن تلاعب المشغلين بأسعار السلع داخل كليات البنات بشكل عام؟!.. هل من إجابة؟!!