كتبتُ قبل شهر تقريبًا مقالاً عن معاناة المواطن السعودي عند تقدمه بطلب الحصول على تأشيرة للسياحة في كندا ، وكذا الرسوم العالية التي تفرضها السفارة البريطانية على طالب التأشيرة في بلادنا. وحدث أن تُرجم المقال ، ونُشر في صحيفة عرب نيوز الناطقة باللغة الإنجليزية ، ثم نُشر المقال على موقع ياهو (السعودي) ، لا جديد حتى الآن ! لكن الجديد هو تفاعل قرابة 50 قارئًا باللغة الإنجليزية ، ومعظمهم من دول القارة الهندية. وأحسبُ أن هذا الجديد ليس كذلك ، فكثير منهم سبق له التعليق على مقالات مماثلة لزملاء آخرين ، منهم الأستاذ داود الشريان. أمّا الجديد فهو (النفس) المتحامل المسيطر على معظم الردود ، إذ لا تخلو من شماتة ظاهرة بنا نحن معشر السعوديين ، بل وصل الحد إلى التجريح ، والوصف بالغباء ؛ لأن السعودي يتوقّع معاملة أفضل من (الخواجة) الأبيض ، وموظفيه ، وممثليه في السفارات والقنصليات ومكاتب الخدمة. أمّا السبب المجمع عليه ، فهو المعاملة غير الحسنة التي يجدها المراجع للممثليات السعودية عمومًا عند طلبه تأشيره عمل ، أو زيارة ، أو حتى عمرة. هؤلاء الشامتون يقولون: اشربوا من الكأس نفسها التي تذيقون منها غيركم ، بل إن البعض يشيد بحُسن معاملة (الخواجة) لنا مهما بلغت من السوء ، مقارنة بما يجده البعض منهم ، وقد دفع تحويشة عمره ليظفر بتلك التأشيرة ، باعتبارها فرصة العمر التي لا تُعوّض. السؤال: هل ممثلياتنا الخارجية كذلك في الغالب الأعم ؟ هل صحيح أن مزاجية (الموظف) هناك هي التي تمنح المتقدم التأشيرة ، أو ترفضها ؟ هل يتم رفض المتقدم دون ذكر أي سبب مقبول يطيّب خاطره ، ويخفف من وطأة شعوره بالحسرة والمرارة ؟ صراحة في عبّي فار يلعب ويقول: لو كان حال ممثلياتنا من حال الإدارات الحكومية في بلادنا ، فإن الذي يردده هؤلاء الشامتون لنا لا يجانب الصواب كثيرًا ، بيد أن المواطن في بلاده يتحمّل مجبرًا لا بطل ، على عكس الآخر الذي ستفيض مشاعره حقدًا وضغينة حتى لو كان مسلمًا ، فهو كمن يصيح: وظلم ذوي القربى أشد مضاضة. هذه كلمات قد تهم صاحب القرار ، ذلك أن جهودًا كبيرة قد تُبذل لتحسين الصورة ، لكن أخطاء تافهة تذروها أدراج الرياح.