كان اذا خرج من بيته في الليل للسهر مع زملائه حمل حمدان في جيبه مجموعة من أوراق المصحف الشريف قال : انها تحميه من الجن! وهل هناك جن وهل يمكن رؤيتهم في مساريب القرية أو فوق الصفيان أو بين التين! قال حمدان اييوه سمعتهم يقولون ان بن سعيد خرج في آخر الليل وعندما طالع من رأس القرن شاف في الجرين وحده كهله قاعدة مع أولادها ومعهم قازة! وخرع مرة فهذي اول مرة يشوف فيها الجن! قال مسعود وش غيرها سمعت يا حمدان قال : يقولون انهم سمعوا الجن يلعبون في بيت بن حسين المهجور .. ماتشوف ما حد يدخله! وسمعت انهم يتشكلون على صورة حمير وتيوس! قال مسعود خوفتني ياحمدان والله لكنت اسري في الليل ما افكر فيهم اما ذلحين والله إني أتراقف من الخوف! أستدرك مسعود قائلاً : طيب يا خي بنات القرية ذيب يسرحن العقبة آخر الليل وما قد شافوا ولاجني! هم قلوبهم قوية والجن ما يخوفون الا من خاف منهم .. وبنات القرية كمان يا خذن معهن مشعل والجن يخافون من النار! قال ابراهيم : اسم الله علينا – دوروا لنا هرجه غير هاذي. قال حمدان ما قد سمعت أولاد رحبان يقلون السقا مولي مليان جن. هم يسكنون في البيوت المهجورة وبجوار مياه الأودية. قال ابراهيم : حكايات الجن والعفاريت أساطير يتناقلونها الناس في كل بلد وتسمع عنها العجب العجاب! هيا سرينا! مسعود والله اني حاس ان بقعاء بتحفد! اشرايك يا ابراهيم تسكِّنِّي لين اقرب من البيت! ابراهيم : سم بالرحمن واقر اية الكرسي وما عليك خلاف. مشى مسعود بسرعة وشعر بخوف شديد لدرجة أنه يحس بأن قلبه بيخرج من صدره .. وفي و سط الوادي بدأ يسمع أصوات غريبة ويتخيل مناظر مخيفة اختلطت مع الضباب وظلام الليل .. وبدأ يسرع ويسقط ويقف ويتراجع. يتحسس ويتمتم .. بدأت الأشواك تلسعه في أقدامه والزقوم يملأ ملابسة . ويريد أن يصرخ بأعلى صوته ولكن! وبين غابات الطلح الكثيفة كان المنظر المهول المفجع! هاهم ثلاثة من الجن يينتظرونه في وسط الطريق أشكالهم سوداء ويتحركون حركات بهلوانيه ولهم صفير! تراجع مسعود للخلف فاذا هم يقدمون اليه . تجمد في مكانه وتيبست أطرافه وشعر برعب لم يحس به من قبل في حياته .. صرخ بلا شعور يمههههههههههههه .. تراجع وأطلق ساقه للريح كانوا يطردون خلفه ولكنه ينقز من عراق في ركيبة حتى وصل بيتهم .. تنفس الصعداء . ثوبه مشقشق والدماء تسيل من أقدامه حافي القدمين عاري الرأس أنفاسه تتلاحق وحالته حاله. راه شقيقه قال وشبك ياجني. مسعود يرد بصوت مبحوح وشقلت! حكى له مسعود ما حدث وشقيقه يقهقه لكنه استدرك في داخل نفسه هاه لايكن مسعود صادق , في صبيحة اليوم الثاني ذهب مسعود ليري شقيقه مكان الجن وياخذ زنوبته وعمامته وكانت المفاجأة! هناك ثلاث شجرات من اشجار الطلح مكان ما شاف الجن ولا تزال رياح النجدية تعصف بها!!