أول كلمه ألقاها الله على رسوله صلى الله علية وسلم عن طريق جبريل عليه السلام هي (إقرأ) أعزُّ مكانٍ في الدنا سرجُ سابحٍ=وخيرُ جليسٍ في الزمان كتابُ ويقال من خدمته المحابر حملته المنابر ، و من صاحب الصحف حاز الشرف. ما نظرت يوماً في كتاب إلا خرجت منه بفائدة ، أما أعمل بها ، أو أبتعد عنها ، إنك تطالع عقول الكتاب ، وتمضي حيث وقفوا وتنطلق من حيث انتهوا. يا ذكياً والذكاء جلبابه=وتقياً حسنت آدابه قم وصاحب من هم أصحابهُ=لا تقل قد ذهبت أربابه أنه المعلم الذي لا يقسي على طلابه ، لا يمل ولا يكل ، يطرب العاشق ويثمل المحزون بالفرح ، لا يجالس إلا العقلاء ، يعطي من يقصده ، ويجود على من يحتاجه بما يحتاجه ، يجمع من الفوائد ما لا تجده عند غيره ، يشحذ ذهن من يرتاده ، ويبسط لسانه ، ويزين ألفاظه ، وينشط ذاكرته ، ويوسع مدارك عقله. إنه الكتاب الذي يملا العقول بما يفيدها ، ويشغلانا عن توافه الأمور ، هو الصديق الوحيد الذي نلقاه متى احتجناه ، لا يخونك ، ولا يمن عليك ، وكلمته واحده. عندما بُعث أحمد بن محمد بن سحار غلامه إلى أبي عبدالله الأعرابي صاحبه العجيب يسأله المجيء ، فقال ، عنده قوم من الأعراب فإذا قضى أتى ، ولم يرى الغلام عنده أحد إلاّ أنه رأى كتاباً بين يديه ، فلما جاء ، قال له أبو الايوب : سبحان الله تخلفت عنا وحرمتنا الأنس معك ، وقد قال لي الغلام : إنه ما رأى عندك أحداً ، وقد قلت أنت معك قوم من الأعراب فإذا قضيت أتيت ، فقال له : لنا جلساء ما نمل حديثهم=ألباء مأمومون غيباً ومشهداً يفيدوننا من علمهم علم ما مضى=وعقلاً وتأديباًورأياً مسدداً فلا فتنة تخشى ولا سوء عشرة=ولا نتّقي منهم لساناً ولا يداً فإن قلت أموات فماأنت كاذبُ=وإن قلت أحياء فلست مفنداً