نظرتنا للرياضة السعودية.. نظرة الآحادية فيها تطغى على كل شيء. - نكتب ونناقش ونفرد المساحات للنقد، لكننا مع آخر عبارة يدونها القلم نجد أنفسنا بارعين فقط أمام الورقة السوداء محبطين ومتشائمين، دونما نقف على الأقل متأملين في البياض الناصع في إطار هذه الرياضة التي تميزت مع الأمير الراحل فيصل بن فهد، و ازداد تميزها مع الأمير سلطان بن فهد، ليس في كرة القدم فحسب وإنما في ألعاب مختلفة حصدت من الأرقام والمسميات ما كان كفيلاً لتبقى في القمة . - نغالي في الرأي ونبالغ في النقاش، والنجاح مهما بلغت درجاته قد ننسفه بكلمة وكل ذلك لمجرد إما خسارة عابرة لعب فيها الحظ لعبته، وإما لمجرد فقدان لقب ساهم فيه التحكيم والظروف المعنية بالإصابات دور بارز فيه . - مشكلتنا عندما نحلل واقع الرياضة السعودية واضحة وضوح الشمس في الظهيرة، فنحن نبالغ في الفوز ونبالغ بدرجة أكبر عند الخسارة.. إلى أن أصبحت صورة النقد الصحيح مشوهة أولا بالعواطف وثانيا بآحادية النظرة التي لازالت محكومة بفلسفة (من يستطيع التعاطي بالمفردة المتشائمة هو الأستاذ والخبير وصاحب الأفق الواسع). - في أوروبا من بلاد الإنجليز إلى حدود المجر كم من منتخب خسر وكم من آخر تعثر، ومع ذلك الفارق بين ما يحدث هناك وما يحدث هنا يجعلنا في الأخير مدانين ومتهمين، لأننا منذ عقود لا نرى في مسافات النقد بمعناه الثابت أكثر من رؤية المسافة بين خطوة القدم والأخرى . - الرياضة فوز والرياضة خسارة، قد تكسب اليوم وقد تخسر غدا.. هذه هي الحقيقة التي على غرار الاعتراف بها يجب أن نتعامل، أما مسألة رفض حالة الهزيمة واعتبارها أم الكوارث وأسباب النكسة والضياع فهي مسألة مرفوضة، ومثلما رفض التعاطي معها الأوروبيون بوعي نحن كذلك مطلوبون أكثر من أي وقت مضى برفضها.. ليس لشىء وإنما بغية ألا نهمش التاريخ ونقزمه ونشوه عبر هذا التقزيم منظومة نجاح شهد لها القاصي والداني . - في آسيا لازال الرقم الاستثنائي لنا.. فلماذا نقفز على هذا الاستثناء؟ - اسأل وما يسبق السؤال هي الحقيقة، والحقيقة تؤكد أن المنتخب السعودي أكثر فوزا بكأس آسيا وأكثر من لعب على نهائياتها وأكثر من تأهل لكأس العالم. - حكموا المنطق وأنصفوا التاريخ وعلموا الجميع أن الرياضة السعودية ولدت كبيرة وعاشت كبيرة وستبقى كبيرة حتى وإن تعثرت . - أخيرا المنتخب شرف الوطن وكسر شوكة الإيرانيين وعاد للمناقسة، فهل نجد المدرجات مكتظة مساء الغد بالجمهور؟ - اسأل وأناشد بأن يكون لجمهورنا العزيز حضور مؤثر أمام الإمارات حتى نكمل المشوار صوب جنوب إفريقيا. كاتب بصحيفة \"الرياضية\" .