إلى وقت قريب كنا نعتقد وهو اعتقاد خاطئ ولاشك أن الطبيب النفسي يُعد من أقرب الناس إلى مرضاه ، والمؤتمن على أسرارهم ، وقد يتعدى ذلك إلى ماهية تعامله اليومي مع المحيطين به من الأهل والعشيرة ومن العامة الذين يتمتعون بكامل قواهم النفسية والعقلية ، ناهيك أن يكون مشهوراً يُشار إليه بالبنان والغترة والعقال كحال (ابن الوطن) الدكتور طارق الحبيب ، والذي يقدّم للمشاهدين عبر الفضائيات دروساً مدفوعة الأجر أو من باب التواجد والإشهار ومآرب أخرى ، ناصحاً ، ومحفزاً ، وممتصاً لحالات نفسية يعاني منها الكثير من أبناء الوطن (الواحد) ، إضافة إلى رسائله الهامة في التنظير لما يحدق بالوطن وأهله ولو لمجرد الوسوسة بكل ماله علاقة بالانتماء للوطن ، مع أن ماتطرق إليه من الحديث حول انتماء أبناء الجنوب والشمال إلى الوطن أتى في سياق إبداء رأيه بشأن قيادة المرأة للسيارة. أحمد الله تعالى أن الانتماء للوطن والدفاع عنه والذود عن مكتسباته يأتي هكذا بالفطرة ، فهو يولد مع ابن هذا التراب ولهذا نجد أن سكان الجنوب والشمال أسوة بباقي الجهات الأخرى قد اختلطت دماء أجدادهم وآبائهم بتراب هذا الوطن ، ولهذا هم ليسوا في حاجة لأن يقدم لهم مايشبه ماقام به الدكتور من غسيل للمخ حتى يفهموا معنى الإنتماء للوطن وكيف ومتى وأين وإلى أي مدى؟! مشكلة البعض وآمل أن لا يكون الدكتور أحدهم ، عدم قدرتهم على التكيف مع الواقع المعاش ، فأبناء الجنوب والشمال هم من كشف أساسيات تلك اللعبة الممجوجة القائمة على مبنى الفرقة الناجية ، والمدينة الصالحة ، وآخرتها المنطقة الموالية. كما تخلصوا مما يراد لهم أن يكونوا عليه ، وانطلقوا عرض البلاد وطولها يعملون جنباً إلى جنب مع أبناء المناطق الأخرى في الشرقية والغربية والوسطى ، ولعل هذا مما دفع بالبعض أن تكون لهم ردة فعل غير عادية وفي وقت غير مناسب أيضاً ، أم أن الدكتور يريد أن يؤسس لمرحلة الانتماء النفسي للوطن فخانه التعبير والزمان والمكان ؟! وهنا نلتمس له العذر ، والله المستعان.