يقول شاعرنا العربي الراحل محمود درويش (أن كرة القدم أشرف المعارك) .. كما قال عنها الراحل رينوس مايكلز المعروف بإسم (الجنرال) الذي كان يتولى تدريب الفريق الهولندي (أن كرة القدم عبارة عن حرب) .. فهل هنالك علاقة بين الرياضة والسياسة؟!!!.. نلاحظ كثيرا تلك التقاطعات ما بين الرياضة والسياسة .. فالرياضة تعتبر ممر للكثير من الأغراض السياسية .. وينظر المتفائل لهذه التقاطعات ويقول : (إن ما تفسده السياسة تصلحه الرياضة) .. ولكن هل هذه الجملة صحيحة؟.. إن المباريات الرياضية العالمية اليوم هي في الأصل الوريث الشرعي للألعاب التي كانت تقام من قبل قياصرة الروم لإلهاء الشعب عن قضاياه الحقيقية من حقوق .. فقر .. حروب .. بطالة.... فالرياضة والسياسة وجهان لعملة واحدة .. في حين أكد خبراء متخصصون في السياسة وعلم النفس والإجتماع السياسي والنقد الرياضي على علاقة الرياضة والسياسة .. وأتفقوا على أن الأنظمة السياسية في العالم وظفت الرياضة لتدعيم السياسة وترسيخ مكانتها .. فهي أداة من الأدوات التي تستخدمها الحكومات لتحقيق جماهريتها .. كما صنفت المباريات الرياضية العالمية من قبل علماء النفس على أنها (الهستيريا الجماعية المعولمة)..ويقول أحد خبراء السلوك وعلم النفس : (التاريخ يقول أن الأنظمة العربية إستخدمت الرياضة كثيرا لإلهاء الشعوب عن القضايا الحساسة والتي يتوقع أن تثير جدلاً وتقابل برفض شعبي) .. الرياضة تنادي باللعب النظيف .. في حين أن السياسة تستغل الوقت النظيف .. فنجد هناك رياضي له خط سياسي .. في حين أن هناك سياسي له خط رياضي .. فنجد أن كثير من الرياضيين الآن إرتدوا العباءة السياسية .. فبينما نحن العرب مشغولون بهذه الهستيريا الجماعية المعولمة والتي شغلتنا عن قضايانا الداخلية والخارجية .. ونتحرق للوصول إلى التصفيات النهائية .. كانت ولا تزال إسرائيل الدولة الوحيدة في العالم التي لا تهتم بالمشاركة أو الوصول حتى إلى التصفيات الأولية !!!! .... حيث كان الكيان الإسرائيلي يستغل مواعيد المباريات العالمية وانشغال الناس في العالم بهذه المناسبات الدولية والجماهيرية لينفذ مخططاته .. فمثلا في عام 1982 بينما كانت أنظار العالم بما فيه العالم العربي مشدودة نحو إسبانيا خلال مباريات كأس العالم بدأت إسرائيل إجتياحها الثاني للبنان فيما أسمته ب (عملية الصنوبرة) .. فهل هي مصادفة أم خطط سياسية مدروسة؟!.. هل المقصود منها إلهاء الانسان العربي عن التفكير فى الكفاح الوطنى .. التضحية .. القيم الأخلاقية .. التأمل فى حكمة الكون .. عن البحث العلمى المفيد و الهادف و ترجمة ما لا يريدون .. ولا ينوون ترجمته إلى العربية .. هناك إلهاء وإفساد متعمد للشعوب العربية .. ومن ينظر إلى واقع المجتمعات العربية يجد أنها تعاني من طغيان الفن والرياضة على الجوانب الأخرى كالجانب الديني والعلمي والأدبي ... والخلاصة هي أن الرياضة .. لم تعد للّعب فقط، وإنما أصبحت أداة مهمة يلعب بها السياسيون لكسب وِدِّ الشعب ولتدعيم النظم السياسية ..