يتعاطى الهلاليون مع فريقهم الكروي على أنه مشروع تنموي لا يتوقف على مرحلة ولا يقتصر على شخص وإذا ما تعمق الباحث أي باحث في دهاليز هذا المشروع الرياضي الكبير فلن يخرج إلا وبين أوراقه ما يؤكد حقيقة كل الفوارق بين فئتين فئة تعمل من أجل الأندية وبين أخرى تعمل ولكن في إطار الذات والذات فقط. بالأمس احتفى التاريخ الرياضي المعاصر بالبطولة الثانية والخمسين وبأولويات وأفضليات حاز بها الهلال الكيان والإدارة والجمهور على الإعجاب الاعجاب بعمل منظم وفكر متطور ونتائج ألغت الخسارة وانحازت إلى الانتصار والفرح ومنصات التتويج. الهلال بطل دوري زين وكأس ولي العهد والمنافس على الآسيوية حصيلة لم تفرزها لعبة الحظ بقدرما كانت الإفراز الأمثل لكبار روضوا الصعاب وطوعوا المستحيل وأكملوا مشوار البدايات بمنجز كبير وثمين على غرار تحقيقه هاهي الجماهير الهلالية لا تزال تتنفس الأفراح وتعيش الليالي الملاح. البطولات ياسادة يا كرام تعرف أصحابها وأصحاب هذه البطولات هم هناك في الهلال حضروا بالعمل بالفكر بالدعم بالعطاء لهذا من الطبيعي أن يحتفي اليوم بهم التاريخ قبل أن تحتفي بهم المدرجات ووسائل الإعلام. نعم هي هكذا تبدو المعادلة صحيحة أما الانحياز في غمرة كل هذا الإبهار الهلالي للتعصب وقناعات المتعصبين فلا يمكن له أن يكون كلاما مقنعا وإنما على العكس فأي عبارة تكتب تحت مفهوم ( تهميش الهلال وبطولاته ورقي فكره) تبقى مرفوضه ولن يحظى كاتبها بالقبول. عموما احتفى الهلاليون بزعيمهم واحتفت كرة القدم بنجوم الهلال ورددت المدرجات هل من مبارز؟ مهما اختلفت الآراء الفنية حول حالة البرود التي تنتاب مستوياته مع الهلال إلا أن الخبير الفاهم بمقومات النجم الحقيقي في كرة القدم لن يتردد في أن يمنح أحمد الفريدي وثيقة النجومية المطلقة. الفريدي موهوب .. حريف .. مبدع .. مؤثر لهذا أرشحه كأحد أبرز الأسماء التي تستحق الفوز بجائزة الموسم الرياضي. الجميل اللافت أن كل الأفضليات لا تزال رقما خاصا للهلال فنيا إداريا احترافيا ولن أركز على جوانب الجمهور لقناعتي بأن أي تركيز على جمهور الهلال سوف يغضب ويسبب الاحتقان في نفوس بعض المتعصبين الذين يعومون في بحور الأشياء الجميلة بمنظار كالح السواد للأسف. الهلال يصنع من النكرة معرفة ومن اللاعب المتواضع نجما يشار إليه بالبنان. هذه الحقيقة أما الذي يرغب في معرفة المزيد فما عليه إلا الوقوف أمام اللاعب تياجو نيفيز الذي أصبح اليوم من ضمن القائمة الرسمية لمنتخب البرازيل الأول. الهلال يصنع الموهبة ويضخم إبداعاتها وهذه السمة لا يجيدها إلا الكبار والكبار فقط وسلامتكم!!