الهلال فريق الحماس والاشتعال والتحدي .. قد يمرض في منازلة لكنه لا يموت. فالهلال عرف مبدعا ولا يمكن لهذه المعرفة أن تصبح على هوامش الحدث مهما كان هذا الحدث محليا .. إقليميا .. قاريا .. عالميا .. فالهلال مبدع بالتأريخ ومبدع بالأرقام والأهم بهذه الأسماء التي تمثله اليوم كون الأسماء التي تمثله آسيويا من الحارس محمد الدعيع إلى رأس الحربة ياسر القحطاني قادرة على أن تكمل المسير وتعكس نجاح العمل بنجاح آخر يضمن لهذا العملاق كامل الحقوق في أن يصبح هو البطل المتوج على آسيا مع أنني أجزم يقينا بأن الأزرق السعودي هو الثابت في جغرافية هذه القارة التي لا تزال شاهدة على تميزه وبروزه وأفضليات هي من تقوده وهي من تمنحه دوما حق الريادة . أ بالأمس في دبي حضر الزعيم بنصف قوته وفاز وأي فوز يتحقق لهذا العملاق هو فوز مستحق وكيف لا يكون الفوز مستحقا لفريق يلعب هنا فيما المكان المنصف هو هناك حيث أوروبا . الهلال هو الاستثناء وهو الوجه الجميل في كرة القدم ومن يطمح في معرفة مثل هكذا حقيقة فما عليه إلا ملاحقة هؤلاء المبدعين الذين سطروا لنا ولمن يعشق الجمال شيئا من المتعة وبعضا من الرقي . ياسر يصنع ويسجل .. ورادوي يدافع ويهاجم أما البقية التي راهن عليها شبيه الريح فهي على حال طبيعتها كلما حصلت على منجز تولدت لديها عوامل الإصرار لكي تضيف للمنجز رقما آخر . هذا الواقع أليس جديرا بالاحتفاء ؟ الهلال ياسادة حالة تتفرد بخصوصيتها وأعني بالتحديد خصوصية التاريخ وخصوصية فريق لا يقبل أن يكون على هوامش البطولات بقدرما يبحث دائما على مكانته في القمة . فمبروك للهلال والهلاليين هذه الصدارة المستحقة ومبروك لنا ولكل الوطن هذا الفكر الإداري العالي الذي أرسى قاعدة البناء ودعمها بوعي مختلف فاثمر عن ولادة فريق سعودي مثالي شعاره الثابت تشريف الكرة السعودية والمساهمة في الارتقاء بها . اما عن ويلي ونيفيز ورادوي فهذا الثالوث بحجم منتخب . ثالوث له من المدلولات والشواهد ما يؤكد براعة الإدارة الهلالية الحالية التي لم تستند على عشوائية العمل وإنما العكس من ذلك عملت واجتهدت .. دعمت وساندت .. ثابرت وناضلت وفي الأخير اكتمل المشهد بهذا الثالوث الأجنبي الذي بات مدرسة ليس للاعبي الهلالي فحسب بل مدرسة للاعبين السعوديين سواء في المهارة والحماس أم في الانضباط واحترام المهنة . رادوي وويلي ونيفيز هم الشكل الصحيح لمعنى اللاعب المحترف كما هم المعنى السليم لآلية الاختيار . عموما لا يفوتني في نهاية المطاف أن أبارك لاتحاد المرزوقي هذا الحضور الرائع الذي أكمله برباعية . الاتي متى ما تجاوز ما يحاك ضده من الداخل حتما سيصل إلى مبتغاة وقطعا سيعلن قدومه للمنافسة مجددا على الآسيوية . أخيرا خرج النصر على يد الحكم عبدالله الهلالي وأخشى أن يصبح ( الهلالي ) عبدالله هدفا استراتيجيا للتبرير وسلامتكم .