نحمل المسميات ونتباهى كثيرا بها ولا مجال في هذا الزمن الذي باتت فيه الكثرة تغلب الشجاعة أن نقدم من اللغة المقبولة ما يمكن لها أن تكون المثال الحي لمهمة الناقد الحقيقي ومهنته. ففي زمن الانتماء الفاضح والتعصب المقيت لا تزال الأبواب كل الأبواب أعني أبواب الصحافة مشرعة لكل من هب ودب ولدرجة أننا لم نعد في سياق هذا الخلط العجيب المغلف قادرين على التفريق بين الناقد والمستنقد. نكتب على أوراق الصحافة بأسلوب المتعصبين ونتكالب على الفضائيات على طريقة حامل الطبل في المدرجات أما الناجح أي ناجح فلا بد وأن يدفع ضريبة هذا النجاح حتى ولو من حساب التضليل والزيف والكذب على الذقون. ولكي لا أسهب في المقدمة فيتلاشى المضمون أقول: ماذا يريد هؤلاء من الهلال وماذا يطمحون في إيصاله للناس ؟ لقب القرن الذي مارس من أجله البعض كل محاولات الإقصاء هو لقب مشروع تدلل عليه الأرقام وذات اللقب الذي بات قضية النصراويين هو منجز قبل أن يرتبط بالهلال هو مرتبط بوطن ورياضة وطن فلماذا كل هذا التهويل. المشكلة هنا ليست مشكلة مرتبطة برأي ورأي آخر وإنما المشكلة في عموميتها مرتبطة بمبدع يصنع النجاح ومتواضع كلما رسم البداية عاد إلى حيث نقطة الصفر إما نتيجة لضعف الإمكانات وإما نتيجة لقصور الفكر وأقول الفكر تحديدا لأنه مستند النجاح وركيزته. الهلال قضية نجاح تنهك المتعصبين وتثيرهم وتحرك مشاعر الاستفزاز في نفوسهم وإلا ماذا يمكن لنا تسميته ونحن نرى ونسمع ونشاهد مثل هؤلاء وهم يتسابقون على كل وسيلة إعلام من أجل محاولة يائسة لم ولن يكتب لها النجاح. سداسية مدونة في سجلات الآسيوية كفيلة بأن تردع كل محتج وأرقام ونتائج وزعامة هي ما أرغمت الجغرفيا والتاريخ للاحتفاء بالهلال وبرغم كل هذه الوقائع والحقائق ألا (يخشي) المشككون من أنفسهم على الأقل عندما يحادثون الناس رسميا على الفضائيات. أسأل بلسان الواعي وأكرر السؤال وأتبعه بآخر ولا يهمني بعد الأسئلة سوى تلك الإجابة التي تنصف العظماء وتنصف إعمالهم وتنصف مسيرة بطولية قادت الهلال إلى حيث هي قمة الكبار والكبار هم بالمناسبة مثار جدل لا سيما على ألسنة أولئك المتواضعين الذين لا يمتلكون القدرة في التفريق بين (الكسوف والخسوف)!! أما الفوارق في لغة الخطاب فهذه دروس أخرى لا يجيد تقديمها إلا من هم بحجم الأمير عبدالرحمن بن مساعد ففي أي مناسبة أو حدث أو قضية تستوجب الحضور فالحضور الذي يمثله شبيه الريح هو نقطة الالتقاء التي تجمع كل شرائح المجتمع الرياضي.. المثقف.. الشاعر.. الأديب.. الأكاديمي وحتى المتواضع يزداد نضجا عندما يستمع لهذا العملاق الذي يرفض الإساءة ولا يهتم بأي خيار سوى خيار أن يصنع من الرياضة مناخا توعويا يشمل ولا يخص. فالرياضة السعودية قبل الهلال هي محظوظة جدا بمثل هذه الشخصية الفذة التي صنعت في عام ما لم يستطع على صناعته آخرون خلال عقود. باختصار شديد لقد أتعبتهم يا شبيه الريح.. أتعبتهم بالفكر وأتعبتهم بالعمل وأتعبتهم بالنتاج وسلامتكم !!