الشعير يغلب على مجريات أكثر الأمور، فهو صاحب الحضور القوي في كثير من الصحف وبعض المقالات ، وهو الذي تتصدى (وزارة المال) لملاحقته وتحديد نقاط بيعه وأسعار بيعه ، وهو الذي أغرى بعض الناخبين في إحدى المحافظات بأن يبيع صوته في الانتخابات مقابل 50 كيساً من الشعير!!. تروي عائشة رضي الله عنها أن أكثر أكل الرسول عليه الصلاة والسلام وأهل بيته كان الشعير ، بل إنه عليه الصلاة والسلام دعا أصحاب الصّفة إلى وليمة (قرص شعير) أقامها أحد الصحابة ، والصديقة رضي الله عنها تشير بذلك إلى زهده عليه الصلاة والسلام وإعراضه عن الزخرف بما في ذلك الطعام ، فاكتفى بالشعير. الشعير سلعة تجارية ، كان أولى أن تقوم عليه وزارة التجارة والصناعة شأن أي سلعة تجارية ، حتى وإن كان يحصل على إعانة حكومية ، فهناك سلع أخرى تحصل على إعانة ولم تتول وزارة المالية الإشراف عليها، وتنظيمها ، وتحديد نقاط بيعها. بعض الشكاوى التي أفردتها الصحف تنصّب على كسر الاحتكار حيث يشيرون إلى أن تاجراً واحداً يقوم على هذه السلعة ، ويحدث تلاعب في مواعيد التسليم وكميات التوزيع ، بحيث يعاد البيع لمن يحصلون على الكميات بأسعار يصل الربح فيها إلى ما يقارب 50% ، وقد دعا البعض إلى فتح الاستيراد أو إنشاء شركة مساهمة تقوم هي على السلعة ، خاصة أن حصة المملكة (40%) من السوق العالمية ! والأولى بين السلع المستوردة للمملكة ، وذلك لما له من أهمية من حيث قيمة المعلومة وأبعادها. إنها مجرد تساؤلات وليست حلولاً أو بحثاً عن إجابات ، فكثيراً ما تكون الأسئلة أهم بكثير من الحلول والإجابات التي تثير من التساؤلات أكثر مما تثير الأسئلة من علامات ، ويظل الشعير كما قيل في المثل الشعبي (المأكول المذموم).