الحديث عن مستشفى الملك فهد بجدة وما يعانيه منذ ثمان سنوات تقريبا من قصور إداري واضح في ظل ما توفره الدولة من إمكانيات فنية وبشرية قادرة على تحسين الأداء ومع ماطرحناه هنا ومن خلال عشرات المقالات التي كثيرا ما ندعمها بالشواهد الحية المؤلمة حقا أرى أن اتوجه اليوم هنا مباشرة إلى صاحب المعالي وزير الصحة الدكتور: عبدالله الربيعة بصرخة لعله شخصيا يقف على الحالة بدون سبق إداري أو إعلامي للزيارة ليرى كم من المعاناة تكتنف أقسام هذا المستشفى سأتجاوز هنا حادثة علاج مريضة منومة بالمستشفى وفي غيبوبة وبالعناية المركزة (ثلاثة أيام) بملف مريضة أخرى وسأتجاوز حادثة بيع المياه على المرضى في طوارئ المستشفى من قبل عاملات النظافة سأتجاوز الكثير من التجاوزات التي سبق سردها والتتحقق منها من قبل جهات الإختصاص في حينه سأتجاوز ذلك حتى لا أجدني أمام قائمة من التجاوزات تأخذ مساحة المقالة دون أن تجد أي إهتمام هو عام واحد تقريبا توازنت فيه الأمور في هذا المستشفى إبان تولي الدكتور: عبداللطيف خوجه والذي رحل في صمت بكل شجاعة تذكر له فتشكر لكن يظهر أن الامور عادت إلى التردي مرة أخرى وحتى لا نغرق في الإنشائية اسرد هنا حالة تتقطع لها القلوب قبل واجب المهنة وحسن الاداء المريض عبدالرحمن نقله ابنائه من إحدى المستشفيات الشهيرة على مسؤليتهم لأسباب خاصة وبحس إنساني بحق مقدرا لمفهوم معنى (طبيب) اوصاهم الطبيب بالتوجه حالا إلى مستشفى الملك فهد بجدة دون تأخير لإجراء عملية تغيير مسار فغر القولون (colostomy) ومعاينة القرحة السريرية المتطورة وحذرهم من الذهاب الى المنزل لكون المريض مصاب بالشلل الرباعي ويعاني من قرحة سريرة يشتبه في انها حالة متقدمة وصل المريض إلى طوارئ مستشفى الملك فهد الساعة التاسعة تقريبا مساء الثلاثاء ليلة الاربعاء كان الإستقبال سيئ في البداية من قبل الطبيب الذي باشر الحالة والذي رفض الإلتفات اليه بحجة عدم وجود سرير في الطوارئ رغم أن احد المراجعين الذي يعاني من اصابه في احد اصابع يده تنازل عن سريره لأنه رأى المريض مشلولا وينقل بواسطة رافعة (ونش) مرافق معه وهو غير مؤهل للبقاء في الكرسي جالسا لأكثر من دقائق إلا أن الطبيب رفض وبعنف ثم أن هنالك أسرة خاصة لا أدري لمن تحتفظ بها إدارة المستشفى إنتظر كثيرا وليت الامر توقف عند ذلك بل بدأ مسلسل الإهمال واللامبالة إتصل بي ابن ذلك المريض الساعة الواحدة يشتكي من إهمال فاضح هدأت من روعه وذهبت بنفسي لمعرفتي سلفا بحالة المريض وكذلك معرفتي بوضع هذا المستشفى الذي يضم نخبة كبيرة من الأطباء وموفر له كافة التسهيلات إلا أنه لازال ينقصه حسن الإدارة والتنسيق التي تجعل من تلك الإمكانيات الضخمة خليط من التميز وجودة الأداء وصلت المستشفى الساعة الثانية تقريبا وجدت وضعا مأسويا عاما لايخص ذلك المريض مريض يصرخ بأعلى صوته يدعي انهم طلبوا الإستشاري منذ أمس ولم يحضر ومريض سعودي آخر طلب من ابنه الخروج على مسؤوليته لعدم مجيء الاستشاري وخرج بالفعل ، اما عبدالرحمن فنقله صعب وحراكه أصعب فقد فوض امره لله وأنتظر رفع أذان الفجر والطبيب إستشاري الجراحة لازال في عالم المجهول رغم أنني شخصيا راجعت مدير الطواري المناوب ونائبه مرارا وكل مرة يؤكدون انه في الطريق ولكن شيئا لم يتم وفي الساعة السادسة والنصف قدم على وجل وخجل طبيب الطوارئ ليبلغ المريض بالفشل الذريع في تجاوب (الجراح) وعليه أن يغادر المستشفى فورا دون مراعاة لحالته الحرجة وقبل ذلك ظروفة الصحية الصعبة وتحت وطأة هذه القرار المجحف تم إستدعاء الرافعة ونقل المريض على مرأى ومسمع جميع من بالطوارئ وكأنهم يشاهدون (فيلم) تجرد ابطاله من مفهوم الإنسانية وتم نقله فورا إلى مستشفى خاص لازال به حتى تاريخه لحرج الحالة وحتى لا نبخس الطوارئ حقهم فيظهر أن الأمر خارج عن إرادتهم طبعا راجعت يوم السبت مدير المستشفى ولكن صعب الدخول وصعب التواجد سجلنا القصة المأساوية بعد أن تعثر العثور على مسؤول وتركناها على مكتبه وحتى تاريخه وكالعادة لا حس ولا خبر ومن لايعجبه الوضع يشرب من البحر هذا والحديث موصول والله المستعان.