الذي وضع نفسه في مأزق اتهام الكثيري في نزاهته وضميره هو ذاته الذي سبق وأن تفرغ لإثارة الزوابع في سنوات لا في مقال أو حوار أو في لقاء عابر. فعلى امتداد تلك السنوات الماضية هنالك أوراق حفظتها الأذهان أو كما هي اليوم لا تزال تحفظ لأسماء تجاوزت بحق المهنية إلى درجة أن اتهام الناس في ضمائرهم بات بالنسبة لهم أسهل من شربة ماء. مأساة أن يجهل الكاتب أو المحلل أيا كان اسمه أو لون قلمه مقومات النقد ومقومات التفريق بين الرأي والاتهام ، وعندما أقول مأساة أن يجهل الكاتب الرياضي مع المحلل هذه المقومات فذلك لقناعتي بأن أي تهمة تطول حكماً أو رئيساً نادياً أو لاعباً أو مسؤول لجنة هي أشبه ما تكون بشرارة قد تشعل فتيل الاختلاف في الرياضة ، كما قد يصل اللهيب فيها ليقضي على كل المكتسبات فنعود من حيث بدأنا نعود من نقطة الصفر. لن أقف موقف المتعاطف مع الكثيري كحكم لكنني سأقف معه ومع كل من تطوله التهمة الظالمة دون دليل أو برهان كون هذه الوقفة هي مسؤولية الجميع ، أما تجاهل ذلك والامتثال للصوت العابث والاقتناع بمضمون رسالته المخلة بأدبيات النقد فهذا معناه القبول بالمخطئ والمتجاوز وحينما يجد المخطئ والمتجاوز القبول فالذي سمعناه في برنامج الجولة مع وليد الفراج سيتكرر وسيصبح حالة مألوفة بل إن تعداد الغوغائيين سوف يتكاثر. اتهموا الهلال بأبشع صور الاتهام قبل أن يتهموا سعد الكثيري وتكالبت أصواتهم على العاملين في اللجان مثلما يتكالب الجائعون على رغيف يابس ، وفي النهاية ها هي الرياضة تجني من ثمار الصمت عن هؤلاء أرقاماً مخيبة للآمال وواقع مختلف قد لا يرقى إلى حيث نريد لكنه حتماً سيرقى إلى حيث يريده العابثون. تهمة .. تضليل .. مؤامرة .. إدانة .. تشويه كل هذه المفردات وغيرها كثر هي من بات يسير حواراتنا التلفزيونية ولن أقول الصحافية كون الرقيب الحسيب على أوراق الصحافة المكتوبة لا يزال حاضراً بمهنيته وحاضراً بحزمه وحاضراً بحرصه على أن تبقى صاحبة الجلالة خير من يقود الإعلام الرياضي فكراً ونقداً وتحليلاً ومناقشة. زميلنا الذي أعنيه أما آن الأوان لكي تتعلم من كوارث تلك السنوات التي مضت ؟ انتهت المناسبة وتعرفنا على بطل كأس ولي العهد وعشنا مع مكة وأهلها ليلة ساحرة بجمالها ، أما حامل الذهب فسأترك لمقالة الغد كامل الفرصة لكي تتغنى بنجومه ومنجزه وبتاريخه وجماهيريته .. وسلامتكم.