غاب القحطاني وتلاشت خطورة التايب وعندما حاول الوحداويون إلصاق الهزيمة بالهلال حضرت نجومية محمد الدعيع وحضر معها فوز أراه الأغلى ثمناً لهذا الأزرق الذي كاد أن يخسر الدوري والمنافسة عليه لولا براعة الدعيع. في الشرائع لم يكن الهلال في يومه لا بالمستوى ولا بالروح ولا بالمدرب لكنه بنجومية الدعيع عاد بالمهم والمهم هنا هو فوز بطعم \"بطولة\". ما حدث ليلة البارحة في الشرائع سبق وأن حدث في الموسم المنصرم، ففي سباق البحث عن الدوري كانت الكلمة في الأخير كلمة حارس يذود عن مرماه على طريقة بوفون وفاندر سار وأولئك العمالقة الذين نشاهدهم كل أسبوع في إسبانيا وإنجلترا وبلاد الطليان. محمد الدعيع هكذا بدون مقدمات هو كل قوة الهلال كما هو سر أي إنجاز كما هو أيضاً الأسطورة التي من الصعب والصعب أن تتكرر ولاسيما في مركز حراسة المرمى هذا المركز الذي أجزم بأنه بعد الدعيع محمد سيعاني كون حجم الفارق بين محمد وبين البقية كبير وحده شاسع. العام المنصرم فاز الهلال بالدوري والسبب هذا النجم البارع الذي ألغى خطورة الاتحاد ولم تهزمه جماهيريته ولا حماس لاعبيه. وهذا العام يبدو أن السيناريو سيتكرر طالما أن الرقم الحاسم في الأزرق لا يزال ملكاً لمحمد وملكاً لنجومية مطلقة لم تتأثر بتعرية الزمان ولم تتأثر كذلك بظروف المكان والجمهور بقدر ما ظلت قائمة والكل يشير إليها إعجاباً مرة وثناء مرة واحتراماً مرات عديدة. كم هو محمد الدعيع كبير وكم هو الهلال محظوظ بحارس يمتلك كل المقومات. الإبداع والخبرة والثقة بالنفس كلها في محمد وإن أضفت لهذه المقومات فلن أجد أكثر من عشق هذا النجم للهلال كفريق وللهلال كجمهور وللهلال كتاريخ. كرموه واحفظوا تاريخه وإن أردتم سماع صوتي فصوتي يقول الدعيع أهم من سامي وأكفأ من الثنيان وأبرز من التمياط وأكثر إنتاجاً من صالح النعيمة، فهل بعد هذه الحقيقة نجد تاريخ الدعيع يصان مثلما صان شباك مرماه في الشرائع أم أن هذا التاريخ سيطوى برحيل مر يغادر به محمد دونما نسمع له من صوت؟ أسال ومع أهمية السؤال المختص بالدعيع أقول هل حماس الوحداويين الذي رأيته أمام الهلال سيتكرر أمام الاتحاد؟ أشك في ذلك ومصدر الشك في حماس الفرسان مع الإتي تاريخ طويل أصبحت فيه الوحدة مجرد جسر عبور لفرقة النمور. عودة الأهلي بالتعادل من الدمام جيدة لكن الأهم المهم فيما تبقى. الأهلي باختصار إذا ما أراد الآسيوية فعليه أن يكسب لا أن يكتفي بالتعادل.. وسلامتكم. كاتب يومي بصحيفة \"الرياضية\"