الذي يتابع فضائية الجماهيرية الليبية ، إما إن يموت من الضحك ، وإما أن يموت من الحزن ، وإما أن يموت من الموت ! بون شاسع وكبير ومحرج لمن في وجهه حياء ، بين الحقيقة على أرض ليبيا التي تنقلها كل فضائيات العالم وبين الكذب السامج وقليل الحياء الذي تنقله فضائية ملك ملوك أفريقيا. أعرف تماماً ، أن فضائية ملك ملوك أفريقيا ، تعمل العمل نفسه ؛ كل التلفزيونات الرسمية ، من محاباة أنظمتها ، والتلميع الدائم ، آناء الليل وأطراف النهار ، للصورة غير الجميلة وغير المقبولة لتلك الأنظمة ، لكن ما تقوم به (فضائية الجماهيرية العربية الاشتراكية الليبية العظمى) ، كذب فاق الكذب ، وتلميع فاق التلميع ، وقبح فاق القبح . حقيقة ، إن الوضع الكاذب لهذه القناة ، أعاد إلى ذاكرتي ، وضع الإعلام العراقي ، وقت اجتياح الدبابة الأميركية وصقور الماكدونالدز للأراضي العراقية ، حيث كانت الدبابة الأميركية تتجول في بغداد ، بينما وزير الإعلام العراقي محمد الصحّاف يقول إننا ذبحنا العلوج على أسوار بغداد ، فما أشبه كذب فضائيات صدّام بكذب فضائية ليبيا الرسمية الآن ، وما أشبه علوج الصحاف بعلوج القذافي . لا يوجد أي عاقل في كل هذه الدنيا ، يرتضي مدى الإسفاف المهني والإنساني الذي تنتهجه الفضائية الليبية هذه الأيام ، حيث دماء الشعب الليبي المسلم الحبيب ، تُراق على جنبات بنغازي ومصراتة ، بينما فضائية الكذب الليبية ، تعرض معمر القذافي محاطاً باثني عشر شخصاً يهتفون باسمه ، بينما يخطب القذافي خطبه الحماسية أمام شعب ليبيا الاثني عشر شخصاً ! الشعب الليبي يحترق ، والتلفزيون الليبي يعرض أحاديث سمجة وبلهاء لمعمّر القذافي وابنه الأكثر سماجة سيف الإسلام ، سيف الكذب والتزييف واللا مسؤولية الإنسانية ، بمُنتهى موات الضمير ، هذا إن كان في قاموس القذّافي وابنه ، كلمة اسمها (ضمير) .