الراقصة الشهيرة فيفي عبده خرجت إلينا بتقليعة جديدة ، اسمعوها: (الرقص مهنة شريفة ككل المهن) ! ، وطبعاً أضافت: (مثل الطب والمحاماة) . احترم جداً الناقد السينمائي العميق والمذيع المثقف والمحاور بشراسة محمود سعد ، لكنه لم يكن بكامل عافيته الإعلامية وهو يستضيف فيفي عبده ، وكانت حلقة الحوار تلك تفتقر لأدنى أبجديات الحوار الإعلامي ، وكلما أحسّ المتابع لتلك الحلقة بحزن ، ضحكت فيفي عبده بصوت مرتفع . دار الكرسي والحوار ، وكان وجه محمود سعد يتغيّر لونه بين دقيقتين وأخرى ، وكلما رمى السؤال في جهة ، جاءت الإجابة في جهة ثانية ، وكانت فيفي عبده طوال الحوار هي فيفي عبده المعروفة بسطحيتها وتدنّي ثقافتها في كل حواراتها الفضائية والأرضية وما بين السماء والأرض , بينما كان محمود سعد مختلفاً عن محمود سعد ، أيام عمله بفضائية (دريم) ، حيث كان يتمتع بذكاء إعلامي وقدرة عجيبة على مفاجأة ضيفه ، كان يحوّل العالم ل (دريم) صغيرة !. في تلك الحلقة كان كل شيء موجوداً باستثناء (الحلقة) ، وأعني: حلقة الربط بين مذيع مثقف وراقصة وممثلة ذات إمكانات أقل من عادية ، فيما يخص إثراء النقاش الفني . محمود سعد ، من خلال (سياسته) في إدارة الحوار باتجاه أسئلة بسيطة وساذجة ، أراد أن ينقذ الحلقة، بعد أن تحولت إلى صراع غير متكافئ بين مذيع مثقف ، وضيف يخلط (شعبان) السؤال ب (رمضان) اللا إجابة ، كان هو السياسي أمام الراقصة ، الأمر الذي تذكرت معه فيلم (الراقصة والسياسي) . كنا نشتكي وما زلنا ، من سطحية العقل الرياضي لدينا ، من خلال ما نراه ونسمعه من حوارات مخجلة ، ولاعبين ورياضيين لا يجيدون تجميع جملة مفيدة واحدة ، لكن يبدو أن حال ضيوف الفن من أمثال فيفي عبده ، ليس ببعيد عنهم . بعد أن سمعت ما قالته الطبيبة الراقصة فيفي عبده ، عرفت أن السكوت من ذهب ، ومن فضة ، ومن يورانيوم سلمي .