** كنت اتحدث مع مهندس سعودي لم استأذنه في ذكر اسمه هنا ، هو خريج جامعة الملك فهد للبترول والمعادن ، ومدير عام ادارة في جدة ، تحدثنا عن كارثة سيول جدة ، بل عن (قصة) جدة مع الامطار والسيول ، ووجدت نفسي مرتاحاً ، وانا اتحدث مع متخصص ، بعد أن شبعنا من الحديث مع زيد وعبيد ممن يمكن لهم الافتاء في كل شيء وكأنهم قد حازوا العلم من اطرافه. ** قال لي صديقي المهندس معلومة جديدة عليّ ، قال إن السدود الترابية معمول بها في كل العالم ، وهي أفضل من السدود الخرسانية في أحيان كثيرة (!!) .. بشرط ان يتم انجازه وفق المواصفات الهندسية الصحيحة ، بحيث لا بد من حفر أساس عميق للسد حتى لا تتسرب المياه من تحته ، بمعنى الا يتم وضعه فوق الأرض مباشرة. ** ويقول يجب ان يتم عمل السد الترابي من التربة الطينية ، على ان يتم دك كل كمية دكا جيدا -كل عشرة سنتيمترات- يتم دكها جيدا ، وهكذا حتى اكتمال بناء السد ، يتم بتطبيقه بالخرسانة المسلحة من الخارج بعد ذلك. ** وقال لي : هل تعلم ان سدّ وادي بيده العملاق بمنطقة الباحة هو سد ترابي مغطى بالخرسانة (أنا اعرف ذلك السد ، ولم أكن اتوقع انه ترابي) واضاف المهم أن تكون قاعدة السد عريضة من 80-100 متر ، ثم يتم اكماله للاعلى بشكل هرمي متدرج. ** وقال ان من اهم ما تحتاجه جدّة حالياً هو الاسراع في اقامة السدود الخمسة ، التي أوصت بها ورشة العمل عقب كارثة سيول 8 ذي الحجة 1430ه ، وايضا اقامة سدود اخرى اذا دعت الحاجة بحسب رؤية هيئة المساحة الجيولوجية. ** وقال إن بناء الانفاق للطرق المرورية خطأ كبير ، في مدينة ليس فيها مشروع صرف صحي ، ولا مشروع تصريف للمياه السطحية ، فوق ان النفق يكلف خزينة الدولة ضعفي ثمن اقامة الجسور ، وبالإمكان إلغاء فكرة الأنفاق القادمة وتحويلها الى مشاريع جسور مرورية معلقة. * وحول الدعوات التي تنادي بشركات عالمية لعمل دراسة استشارية لإعادة تأهيل مشاريع جدة ، قال : إن الكفاءات السعودية بالأصل قادرة على تنفيذ المطلوب .. فهيئة المساحة الجيولوجية متى أستعانت بمهندسين أكفاء من جامعتين سعوديتين كبيرتين ، أمكن إعداد المطلوب بسهولة ويسر ولا مانع من وجود مهندس أو اثنين أجانب. * وأكد لي حاجة جدة إلى مشاريع عاجلة لاستكمال الصرف الصحي وتصريف المياه ، بشرط ألاّ يكون للفساد وجود في بناء هذه المشاريع ، بحيث يتم اسنادها لشركات أجنبية أو محلية لا فرق دون أن يكون هناك شركات من الباطن على الاطلاق. * وختم أن إعادة تأهيل جدة لتكون قادرة على مواجهة الأمطار ليس معجزة ، بل هو أمر سهل إذا خلصت النوايا ، وأن الأمطار التي هطلت مؤخراً بمقدار 110 ملم لا تعتبر كثيرة في مقياس الدول المطيرة ، فهناك مدن حول العالم تشهد 180 ملم .. وهناك أخرى يهطل عليها مطر بغزارة 200 ملم ومع ذلك تكون الحياة فيها متناغمة إلى حد ما. نقاط سريعة * شركة المياه الوطنية في جدة تحتاج لمضاعفة جهودها ، فقد تعبت شوارع جدة بما فيه الكفاية من الأمطار ولسنا بحاجة إلى تسرب المياه العذبة من مواسير الشبكة المتهالكة. * يوجد بيننا عدد من الفقراء الكثر ، يتعففون من السؤال ، ولا يسألون الناس إلحافاً ، أيتها الجمعيات الخيرية بالله عليكم ابحثوا عنهم وستجدونهم ، لا نريد للمعونات وأموال الصدقات أن يعتريها الفساد هي الأخرى. * لفت انتباهي تعليق رئيس بلدية نجران عندما قال : (نحن لسنا جدة حتى نغرق) معه حق فقد صارت جدة مضحكة وحالة تندر فريدة. * المجلس البلدي في جدة كثيراً جداً ما يكون في (عين الأضواء) لكن (اليد قصيرة والعين بصيرة) أنا لو كنت عضواً لقدمت استقالتي منذ كارثة فبراير 2009م. * إحدى الصحف تقول إن المدير الجديد للمركز الإعلامي بأمانة جدة (تخصص هندسة) .. يا إخوة ما يهم .. المهم نرى عملاً ، وعلى فكرة في اليابان مديرو مدارس شهادتهم هندسة.