سطور من الحزن هناك وهو يسند ظهره على الصفا وهو يطل من قرن القصعة من علو شاهق اصطدمت اشعة الشمس عند شروقها بدموع العم احمد وقست حرارتها على خدوده حتى احس بأن دموعه بدأت تتبخر في الهواء الطلق كانت عيون الشيخ احمد تستقر في ذلك التل المجاور للوادي حيث يضم الثرى قبر زوجته فاطمة بينما كانت الغنم لها ثغاء حيث ترتفع اصواتها وحركاتها المنظمة باتجاه الوادي فرحة بقدوم يوم سعيد .. وعلى الطلحة المجاورة كانت الطيور تتنقل من غصن الى غصن .. وبعضها حلق في الجو ليعانق الفضاء والضياء وفي مجرة البير كان صوت يردد : عُل وعلى الله الفرج .. بينما كان جاره محتزما بكمره وهو مندفعا في سيره مرددا : أصبحنا وأصبح الملك لله .. ومن خلفه افواج في طريقها للعمل في الوادي حيث آخر يردد ( لااله الا الله قبل الموت وقبل الفوت وقبل انقطاع الصوت) نهض العم احمد وهو يزفر زفرات متتاليه .. وافاق من كمده وشجونه واحزانه على صوت جهوري يخاطبه بحده .. كان صوت نورة وهي تتكئ على عصا غليظه يخترق مسمعه وهي تقول : الله يفشل بك يا ذا الشيبة الى متى ياذيه وانت كذيه على هذا الحال؟ .. قم دور لك ضيعه .. الله ربنا وربك! كانت خطوات العم احمد متثاقلة وهو يتجه الى حمارته حيث يضع عليها الْخُرْج .. ركب على حمارته وهو يفلهم متجها الى (سوق الخميس) حيث مهنته خياطة الجباب .. حيث يحمل معه جبة بيضاء بعد خياطتها ليحملها الى صاحبها ويعود باخرى في جبل عروان كانت الحمارة تتعثر بينما كانت عيون العم احمد لازالت تراقب التل