الحرب على المخدرات أشبه بالحرب على عصابات في غابة كثيفة في ليلة شاتية لا يكاد المهاجمون يظفرون إلا على جثث وأشلاء لمصابين فتك بهم مهاجمون يديرون المعركة وهم أدرى بظروف الزمان والمكان بل كثيرا ما يفاجئون بهجمات استباقية يكسبون من خلالها مواقع جديدة ومصابين جدد. بل قد يستخدمون غيرهم للتترس بهم والاحتماء ريثما يخططون لهجوم مباغت ، ولأنهم يسيطرون على زمام المواجهة فقليلا ما ينكشف أمرهم وإن حصل فربما تمت التضحية بهم في سبيل الحفاظ على غلبة المواجهة وسلامة المواقع وأعضاء الفريق القائم على إدارة المعركة. هؤلاء هم الرأس الذي ينبغي الوصول إليه واجتثاثه وإعلام الناس بحيلهم وأساليبهم التي يستخدمونها للترويج أو التجنيد أو الاستقطاب كي يحذروهم أو يكشفوا عنهم وهذه خطوة أولى ضرورية لكنها ليست وحدها كافية للفوز بالنصر في الحرب على المخدرات. توعية الأحداث والعناية بالشباب ثقافة وتواصلا أسريا واجتماعيا وتربويا ومنحهم الثقة في أنفسهم بتعليم فعال في المدرسة واستقطاب للتطوع في خدمة المجتمع للتعود على العمل والإيجابية وتحمل المسؤوليات عوامل تسهم في أن تخلق الموانع الضرورية في النفوس والعقول. القضاء على البطالة وملء الأوقات بمسؤوليات العمل والكسب والزواج وبناء الحياة تضيف سورا آخر عاليا أمام غول المخدرات وتزرع في الشاب حب الحياة وبناء الذات والحفاظ على المكتسبات. لن تموت الأفعى بمجرد قطع ذيلها بل سوف تغدو أشد ضراوة وأكثر فتكا ، بل لا بد من ضربها على الرأس: بملاحقة المال الحرام وتجار المخدرات وملاحقة البطالة والتسيب وإقصاء الفقر وأسبابه.