بند الأجور .. هل من حل؟ هنا نحو (160) ألف مواطن ومواطنة يعملون تحت مسميات مختلفة وفي مختلف الإدارات الحكومية منذ سنوات طويلة وبعضهم منذ عقود بمكافآت متواضعة جدا ، العمل في مختلف هذه القطاعات يحتاج هؤلاء وإلا لما تم تشغيلهم ، أما هم فقطعا يحتاجون العمل ، بل إن الحاجة الملحة هي التي أجبرتهم على العمل تحت هذا البند بأجره الزهيد وافتقاره للأمن الوظيفي. تصوروا نفسيات هؤلاء الموظفين والموظفات في غدوهم ورواحهم يوميا ، إنهم يذهبون كل صباح إلى أعمالهم مثلهم مثل زملائهم وزميلاتهم العاملين على وظائف رسمية ، يؤدون العمل مثلهم وربما تحملوا والتزموا أكثر نظرا لفارق الطمأنينة على الاستمرار ، فالموظف الرسمي يصعب فصله ، أما أسير البند فمن السهولة الاستغناء عنه ، آخر كل شهر يبرز الفرق القاتل ، مكافأة البند الهزيلة أمام راتب الموظف الرسمي الذي لا يمكن وصفه بالسمين لكنه على الأقل يحقق الاكتفاء. في عام 1426 أصدر المقام السامي أمره لمعالجة أوضاع هؤلاء الموظفين على البند ، ففرحوا ، وشعروا أن أملهم وحلمهم في طريقه إلى التحقيق ، فاحتفوا بالأمر الكريم وامتلأت الصحف بتصريحات المسؤولين في مختلف القطاعات الذين وعدوا بحصر هؤلاء (البنديون) في قطاعاتهم وفق مؤهلاتهم التي هي في الأغلب جامعية ، ووفق سنوات خدمتهم بهدف احتسابها والنظر إليها عند تصنيفهم الوظيفي ، ولكن انتهت الأفراح وتبخرت الوعود ومرت حتى الآن أكثر من خمس سنوات ولا حس ولا خبر ، تم نسيان الأمر أو تناسيه ، وبقي هؤلاء (البنديون) يطلقون رجاءاتهم وآمالهم في قفر لا صدى فيه. إنه أمر محير فعلا ، فلم يكن منتظرا استحداث وظائف رسمية لكل هؤلاء دفعة واحدة في عام صدور الأمر السامي قبل خمس سنوات ، لكن كان يمكن توزيع استحداث وظائف لهم على الخمس سنوات اللاحقة ، فكل هذه السنوات كانت ميزانية الدولة في كل سنة أكبر من التي قبلها ، فلماذا لم يتم استيعاب هؤلاء؟ أين الخلل ، هل القطاعات الحكومية التي وظفت هؤلاء تقاعست عن المطالبة بوظائف لهم وفق ما نص عليه الأمر السامي؟ أم وزارة المالية رفضت طلبات تلك القطاعات أم ماذا حدث؟ أليس الأمر يدعو للتساؤل الحائر؟ التساؤل الحائر هو الذي لا يجد إجابة مقنعة ولا يتوقعها ، وهؤلاء (البنديون) يقفون الآن في هذه المنطقة الحائرة المحيرة المحبطة ، إنهم لا يدرون فعلا ما هو الأمر الذي تنتظره الأجهزة التنفيذية المعنية بتوظيفهم إذا كانت هذه الأجهزة لا تنفذ أمر المقام السامي ، والجميع يتساءلون معهم ، فمتى تنتهي معاناتهم ، ومتى يصبح لكل سؤال جواب مقنع ؟ بل متى نفهم كيف لا ينفذ الأمر السامي؟